الســـيد أحـــمد الكـــبير الرفاعــي
الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 11:07 pm
الســـيد أحـــمد الكـــبير الرفاعــي
مولده
ولد رضي الله عنه في قرية حسن بالبطائح – من أعمال واسط العراق – سنة 512هـ وفي السابعة من عمره توفي أبوه في بغداد , فكفله خاله السيد منصور الرباني البطائحي ورباه فأحسن تربيته
نسبه الشريف من جهة أبيه :
مذكور في مقدمة البرهان لتلميذه الشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي – جامع كتاب البرهان – ولذلك لم أذكره هنا
نسبه الشريف من جهة أمه :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ابن السيدة فاطمة الأنصارية ( وتتصل من جهة أمها السيدة رابعة بنت السيد عبدالله الطاهر إلي الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ) بنت الشيخ يحيى النجاري من جهة أمه أيضا فهو يحيى بن علوية – ويقال : عالية – بنت الحسن اللاع بن محمد يحيى بن الحسين مالك اليمن ومكة ابن القاسم أبى محمد الرسي بن إبراهيم طبا طبا بن إسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثني بن الأمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنهم
نسبه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه :
يتصل نسبه أيضا بأمير المؤمنين أبى بكر الصديق رضي الله عنه من جهة جده الأمام جعفر الصادق , لأن أم الأمام هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
نشأته علمه ومشايخه رضي الله عنه :
درس القرآن العظيم وأتم حفظه وترتيله علي الشيخ الصالح الورع المقرئ الشيخ عبد السميع الحر بوني بقرية حسن ( من أعمال واسط العراق ) وكان له من العمر سبع سنين وفي هذه السنة توفي أبوه في بغداد وبعد وفاة والده كفله خاله الباز الأشهب الشيخ منصور البطائحى , ونقله ووالدته وأخوته إلي بلدة نهر دقلي ( من أعمال واسط ) وأدخله علي الأمام العلامة الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفي الكبير الشأن الشيخ أبي الفضل علي الواسطي رضي الله عنه , فتولي أمره , وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه فبرع بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز قصب السبق علي أقرانه
وكان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر شيخ وقته وسلطان علما , زمانه كما كان يتردد علي حلقة خاله الشيخ منصور الرباني ويتلقي بعض العلوم عن الشيخ عبد الملك الحر بوني حفظ كتاب التنبيه ( فقه شافعي ) للأمام أبي اسحق الشيرازي علي ظاهر قلب وشرحه شرحا جليلا ( يقال انه ضاع في واقعة التتار ) واستغرق أوقاته بجمع المعارف الدينية وقد أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى رجع مشايخه إليه , وتأدب مؤدبوه بين يديه
وفي العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ الشيخ أبو الفضل علي محدث واسط وشيخها إجازة عامة بجميع علوم الشريعة والطريقة وألبسه خرقته المباركة وأعظم شأنه , ولقبه بأبي العلمين ( الظاهر والباطن ) وانعقد عليه في حياة مشايخه الإجماع, واتفقت كلمتهم علي عظم شأنه ورفعة قدره
أقام بنهر دقلي مدة يسيرة , ثم رجع إلي رواق أبيه في قرية حسن فأشتهر كل الاشتهار
وفي الثامن والعشرين من عمره عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشيوخ, ومشيخة الأروقة والربط المنسوبة إلية وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق حده لأمه الشيخ يحيى النجاري ( والد الشيخ منصور) فأقام فيها وتصدر علي سجادة الإرشاد بذلك العام – وهو العام الذي توفي فيه خاله الشيخ منصور
ولما كان له من العمر خمس وثلاثون سنة , أحصيت الرقاع التي وردت إليه من مريديه الذين دخلوا الخلوة المحرمية فزادت عن سبعماية ألف رقعة
دروسه :
كان رضي الله عنه لا يفتر عن تعليم الناس سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم وأسرار القرآن ويقول :تجارة العارف الدلالة علي الله , وسوق القلب إلي الله وكان يقرأ دروس الفقه , والحديث , والتفسير , والعقائد , كل يوم صباحا ومساء غير الاثنين والخميس بعد الظهر فإنه يجلس فيهما الواعظ الجامع ويلقي علي الناس كلاما يذهل العقول , ويدهش الألباب, ويخطف القلوب ولم يسبقه من بعد النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة ألا ثني عشر من أهل بيته الطاهر عليهم الرضوان والسلام سابق ولم يلحقه لاحق
وكان إذا جلس علي كرسيه للدرس أحاطت به أئمة العلماء , وفحول الخطباء والمرشدون , والكثير الكثير من الخواص والعوام فإذا أخذ بالتحدث جرى العلم علي لسانه كالبحر المتدفق , فيذهل العارفين ببلاغته وسعة علمه ويخرس الجاحدين والمارقين بقوة حججه فالأدباء تأخذ نصيبها من فصاحته , والعلماء من معارفه والفلاسفة من تحقيقه وحكمه , والأولياء من حقائقه ومواهبه
وفي رسالة سواد العينين في مناقب الإمام أبي العلمين للإمام الرافعي أخبرني الفقيه العالم الكبير بقية الصالحين قال : كنت في أم عبيده زائرا عند السيد احمد الرفاعي في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة آلف إنسان , منهم الأمراء , والعلماء , والشيوخ , والعامة وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كل علي حاله وكان يصعد الكرسي بعد الظهر فيعظ الناس , والناس حلقا حلقا حوله فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط , وجم غفير من علماء العراق , وأكابر القوم فبادر قوم بأسئلة من التفسير , وآخرون بأسئلة من الحديث , وجماعة من الفقه وجماعة من الخلاف , وجماعة من الأصول , وجماعة من علوم أخرى فأجاب علي مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب , ولا ظهر عليه أثر الحدة فأخذتني الحيرة من سائليه , فقمت وقلت : أما كفاكم هذا ؟ والله لو سألتموه عن كل علم دون لأجابكم بإذن الله بلا تكلف فتبسم وقال : دعهم أبا زكريا فليسألوني قبل أن يفقدوني , فإن الدنيا زوال , والله محول الأحوال فبكى الناس , وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج , ومات في المجلس خمس رجال واسلم من الصابئين والنصارى واليهود ( آلاف رجل أو أكثر وتاب أربعون آلف رجل فبعد أن صلى صلاة العصر بالناس , قام ابن جرادة الواسطي , ووقف تجاهه وقال مرتجلا :
يا أيها السيد الندب الذي شهدت *** له المآثر والأفعـــــــال بالشـــــرف
خلقت جدك خير الخلق العــــالي *** فأنعم بذاك الســـــــبق والخلـــــــف
وأنت معجزة يا ابن الرسول له *** فافخر غدا يا أخا العليا لدي السلف
مؤلفاته:
له رضي الله عنه مؤلفات كثيرة ومتنوعة فقد أكثرها في موقعة التتار و ما وصل إلينا علمه هو : معاني بسم الله الرحمن الرحيم ,تفسير سورة القدر , الرواية ( حديث ) الطريق إلي الله, حاله أهل الحقيقة مع الله الصراط المستقيم , البهجة , النظام الخاص لأهل الاختصاص, المجالس الأحمدية كتاب الحكيم شرح التنبيه ( فقه شافعي ) راتب الرفاعي ( طبع في الهند سنة 131 ) المصباح المنير في ورد السيد الرفاعي الكبير السر المصون وهو حزب السيد أحمد الرفاعي ( طبع في بيروت 1887 ) البرهان المؤيد
أخلاقه :
نشأ رضي الله عنه وترعرع في دور العلم , فكانت معاشرته للعلماء و الصحاء فاهتدي بهدي القرآن وسار علي سنة جده خير الأنام صلي الله عليه وسلم فكان طريقه العمل بالكتاب والسنة وبما كان عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان لا مشددا ولا موسعا, يسلك الطريق الوسط ويقول : نحن أمة وسط ولهذا كان يحب التوسط بالرخص للمبتدئين كي لا تشمئز نفوسهم ويحب الأخذ بالعزائم لأهل النهايات وكان بشا متواضعا حليما , متحملا للأذى , صبورا علي المكارة , لا يجرد لنفسه قط , ولا ينتصر لها , بل يحب الله , ويبغض لله , ولا يشافه أحد بما يكره , فإذا اتضح له الحق تبعه وترك نفسه وأهله وولده ويقول : نحن عندنا القريب والغريب في الله سواء , ويقول : من لم يتبع الحق انقيادا لهوي في نفسه فهو من الضلال بمكان كان ينهي عن كثرة استعمال المباحات , وعن كثرة الأكل , وعن كثرة النوم , ويحرض علي قيام الليل , ومن نظمه بذلك : تعود سهر الليل فإن النوم خسران ولا تركن إلي الذنب فعقبي الذنب نيران – وقم للواحد الفرد فللقرآن خلان – ينام الغافل الساهي وما في القوم وسنان – ويلهو المعرض اللاهي وعند القوم أحزان – هم والله فتيان إذا ما قيل فتيان كان يأمر بمباعدة أهل الشطح والغلو , والترفع , والدعاوى العريضة , ويحذر الناس منهم ويقول : هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم , وكان يكره أصحاب القول بالوحدة المطلقة وكان يكره أصحاب الخوض بالكلام علي الذات الصفات ويقول : هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم ,إياكم ومجالستهم وكان يقول اتبع ولا تبتدع , فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة وإن ابتدعت هلكت وأخيرا فما ذكرته عن أخلاقه هو غيض من فيض حقيقتها رضي الله عنه ومن أراد أن يعرفها مفصلة فليقرأ كتابه " البرهان المؤيد "
تواضعه :
كان يخدم نفسه , ويخصف نعله , ويجمع الحطب وبشده بحبل مدخر له عند بعض خدامه , فيحمله إلي بيوت الأرامل والمساكين والمرضي , وأصحاب الحاجات ويقدم للعميان نعالهم , ويقودهم – إذا لقي منهم أناسا – إلي محل مطلوبهم ويكرم الشيوخ , ويوحي بإكرامهم ويقول : قال النبي صلي الله عليه وسلم " من أكرم ذا شيبة – يعني مسلما – سخر الله له من يكرمه عند شيبته " وكان يمشى إلي المجذومين , والزمني , ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام , ويأكل معهم , ويجالسهم , ويسألهم الدعاء ويقول الزيارة لمثل هؤلاء واجبة لا مستحبة وإذا سمع بمريض في قرية – ولو علي بعد – يمضي إليه ويعوده وكان يداوي الكلاب ويقول : الشفقة علي خلق الله مما يقرب العبد إلي الله وكان يرأف باليتيم , ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم , ويتواضع لهم كل التواضع , ويعد نفسه منهم ويقول في المحافل : إن عدت أصحاب الحرف , وذهبت كل حرفه زمرة زمرة , فأنا فقير في زمرة الفقراء
مر يوما علي صبيان يتخاصمون فخلص بينهم وقال لأحدهم : ابن من أنت ؟ فقال له : و ايش فضولك ؟ فصار يرددها ويقول : أدبتني يا ولدي جزاء الله خيرا
قال مشايخ أهل عصره : كل ما حصل لابن الرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته علي الخلق , وذل نفسه رضي الله عنه وكان يعظم العلماء , والفقهاء , ويحترمهم , ويأمر بتعظيمهم واحترامهم , ويقول : هولاء أركان الأمة وقادتها
زهده ووعده وسلامة طويته :
كان متجردا من الدنيا وما ادخر شيئا قط وكان لا يجمع بين لبس قميص لا في صيف ولا في شتاء مع أن ريع أملاكه , و حباس رواقه الشريف أكثر من ريع أملاك الأمراء والكبراء وكل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله تعالي علي فقراء الرواق ووارديه من المسلمين , ويبقي أولاده لا يملكون شيئا من عرض الدنيا بل هم كآحاد فقراء الرواق قال الشيخ عبد الصمد الحربوني أحد وكلاء الرواق الأحمدي العامر : في سنة 567 هجرية بلغ ريع أملاك السيد أحمد وأوقافه المحبوسة علي رواقه هذه السنة تسعماية ألف درهم فضه ديواني , وعشرين ألف قطعة ذهب وجاء في هذه السنة باسم جنابة الشريف من الأقاليم ثمانون ألف رداء , وخمسون ألف تمشكة , وعشرون ألف مسح عجمي , واثنتان وثلاثون ألف عمامة كتان , وإحدى عشرة ألف قطعة ذهب دوانيقية ) وألف و سبعماية كساء هندي , وها هو اليوم غسل ثوبه بشاطئ نهر الرواق واستتر بفوطته , وأخذ ثوبه علي عصا ينشفه ليلبسه , ولم يكن في خزانة رواقه ولا درهم واحد وكل الذي ذكرته لك تصدق به علي الضعفاء , ووهبه للمستحقين , والسائلين , والفقراء والمساكين كان يقول : الزهد أساس الأحوال المرضية والمراتب السنية وهو أول القاصدين إلي الله عز وجل , والمنقطعين إلي الله , والراضين عن الله , والمتوكلين علي الله وكان يقول : لسان الورع يدعو إلي ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلي دوام الاجتهاد , ولسان المحبة يدعو إلي الذوبان و الهيماء وكان يقول : كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس , وكم أذهبت من دين وكان إذا رأي علي فقير جبة صوف يقول له : يا ولدي , أنظري بزي من تزييت , وإلي من قد انتسبت لبست لبسة الأنبياء , وتخليت بحلية الأتقياء هذا زي العارفين فاسلك فيه مسالك المقربين وإلا فانزعة كان لا يجازي قط السيئة بالسيئة وكان يقول : لا يحصل للعبد صفاء الصدر حتي لا يبقي فيه شيء من الخبث لا للعدو , ولا لصديق ولا لأحد من خلق الله عز وجل وكان يقول : طريقي دين بلا بدعة , وعمل بلا كسل , ونية بلا فساد , وصدق بلا كذب , وحال بلا رياء
ســلســلة الطريق بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين حفيده السيد احمد الكبير الرفاعى رضي الله عنه
أخذ الطريق رضي الله عنه بالسند المتصل بالنبي صلي الله عليه وسلم من أربع طرق :
الطريق الأول :
السيد أحمد الرفاعي ( من ) الشيخ منصور الرباني البطائحي ( من ) الشيخ أبي المنصور الطيب ( خال أم وابن عمة الشيخ منصور ) ( من ) الشيخ يحيى النجاري ( من ) الشيخ أبي القرمزي ( من ) الشيخ أبي القاسم السندوسي ( من ) الشيخ رويم البغدادي ( من ) الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ( من ) الشيخ سري السقطي ( من ) الشيخ معروف الكرخي ( من ) الإمام علي بن موسي الرضي ( من ) والده الإمام موسي الكاظم ( من ) والده الإمام جعفر الصادق ( من ) والده محمد الباقر ( من ) والده الإمام زين العابدين علي ( من ) والده الإمام الحسين ( من ) والده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( من ) ابن عمه رسول الله صلي الله عليه وسلم
الطريق الثاني :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من خاله الشيخ منصور الرباني ( من) والده الشيخ يحيى النجاري( من ) والده الشيخ موسي بن سعيد الأنصاري ( من ) والده الشيخ كامل الأنصاري ( من ) والده الشيخ يحيى الكبير الأنصاري ( من ) شيخ الصوفية أبي بكر بن موسي الواسطى ( من ) الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ثم بالسند المتصل بالطريق الأول
الطريق الثالث :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من ) الشيخ علي القارئ الواسطى ( من ) الشيخ أبي الفضل بن كامل الواسطي ( من الشيخ غلام ابن تركان ( من ) الشيخ علي الروزباري ( من ) الشيخ علي العجمي ( من ) الشيخ أبي بكر الشبلي من الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ( من ) الشيخ سري السقطي ( من ) الشيخ معروف الكرخي ( من ) الشيخ داود الطائي ( من ) الشيخ حبيب العجمي ( من ) الشيخ أبي سعيد الحسن البصري ( من ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من ) النبي صلي الله عليه وسلم
الطريق الرابع :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من ) خاله الشيخ منصور الرباني ( من ) الشيخ محي الدين أبو محمد الشبنكي ( من ) الشيخ بكر الهوازني البطائحى ( من ) ( الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالمنام ) ( من ) الإمام سهل بن عبدالله التستري ( من ) الشيخ ذو النون المصري ( من ) الشيخ اسرافيل المغربي ( من ) أبي عبيد الله محمد حبيشة التابعي ( من ) جابر الأنصاري الصحابي ( من ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من ) النبي صلي الله عليه وسلم
بعض المشهورين من تلاميذه , ومن ينتسب إليه بالطريق :
قال ابن المهذب في كتابه " عجائب واسط " بلغت خلفاء السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وخلفاؤهم 18 ألفا حال حياته ولم يكن في بلاد المسلمين المعمورة مدينة أو بليدة أو قطر تخلو ربوعه وزواياه من محبيه وتلامذته العارفين المرضيين رضي الله عنهم أجمعين
ومن جليل فضله أن غالب أعيان الأقطاب المشهورين في الأقطار الإسلامية ينتهون إليه من طريق الخرقة علي الغالب ولذلك كان يلقب بشيخ الطرائق . و أستاذ الجماعة , والشيخ الكبير وسيد العارفين الي آخر ما هنالك من الأقارب ومن الذين ينتمون إليه ويعولون في الخرقة عليه الشيخ الحافظ عز الدين الفاروئي , والشيخ عقيل المنبجي , والشيخ حياة بن قيس الحراني , والقطب السيد أحمد البدوي , والقطب الشيخ إبراهيم الدسوقي , والقطب أبو الحسن الشاذلي , والقطب الشيخ مزيد الشيباني ( والد القطب سعد الدين الجباوي ) والشيخ نجم الدين الأصفهاني ( شيخ الدسوقي ) والشيخ أحمد علوان اليماني , والإمام الشعراني , والحافظ جلال الدين السيوطي , والشيخ علي الخواص وغيرهم كثيرون من الأقطاب والعلماء ومشايخ الطرق
كراماته
واثبت أن للأولياء الكرامة ومن نفاها فانبذن كلامه كل ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة الولي :
والكرامات ثابتة لم ينكرها غير جاهل بمعجزات الأنبياء التي أيد الله بها نبوة الأنبياء ورسالة الرسل - وبخوارق العادات ( الكرامات ) التي حصلت من عباد الله الصالحين وأوليائه المتقين فضلا من الله وكرما وكثيرا ما ينكر بعض ضعاف الإيمان كرامات حصلت من الصحابة وكبار التابعيين وتابعيهم لعدم موافقتها لمداركهم مع أن العلم والمخترعات الحديثة قد أثبتت لنا أشياء ما كنا نتصور وقوعها لو لم ننظر إليها بأعيننا , ونلمسها بأيدينا , ونسمع أصواتها بآذاننا من كان يصدق ما نراه الآن في التليفزيون ؟ يقف الرجل في محطة البث بعيدا عنا , محجوبا بجدران سميكة ومسافات بعيدة . فيراه كل منا ويسمع حديثه وهو في غرفته ومثله أشياء كثيرة يحتاج ذكرها وشرحها إلي مجلدات كثيرة
السيد أ حمد الكبير الرفاعي المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه , وعبادته وتقواه , أحد أولئك الذين أنعم الله وتكرما عليهم بكثير من الكرامات المشهورة والمدون كثير منها في الكتب وأشهر كراماته وأعلاها شأنا تقبيله يد جده المصطفي صلي الله عليه وسلم وقد تلقاها الناس خلفا عن سلف حتي بلغت مبلغ التواتر وإن التصانيف التي ذكرتها ووصلت إلي علمنا هي( مذكورة في كتاب لباب المعاني ص 43 ):
ترياق المحبين للحافظ تقي الدين الواسطي
نزهة المجالس للصفوري
النفحة المسكية للفاروثي
سواد العينين للرافعي القزويني
الوظائف الاحمدية للصياد
البهجة الكبري للحافظ محمد بن قاسم الواسطي
ربيع العاشقين للخطيب الحدادي
أم البراهين للحافظ محمد بن قاسم لحاج الواسطي
التنوير للحافظ جلال السيوطي
الشرف المحتم للحافظ السيوطي
طبقات الكواكب الدرية للمحدث المناوي
كتاب الأسرار الرحمانية للعارف الصاوي المصري
التذكرة للشيخ العطار
النجم السباعي للعيد روس الحسيني
إجابة الداعي للعلامة أبي القاسم البرزنجي
شرح الشفاء الشريف للخفاجي
مناقب الصالحين للإمام الشعراني
خزانة الأسير للشيخ علي الواسطي
روضة الأعيان للموصلي
قاموس العاشقين للشيخ عبد المنعم العاني نزيل دمشق
صحاح الأخبار للسيد سراج الدين الرفاعي
مقدمة البرهان المؤيد للشيخ شرف الدين العباس الواسطي
قال الإمام عز الدين الفاروثي (مذكورة في كتاب لباب المعاني ص 43 )
في كتابه إرشاد المسلمين : أخبرني أبي الحافظ محي الدين أبو اسحق عن أبيه الشيخ عمر ( الفاروثي ) أنه قال : كنت مع سيدنا ومفزعنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنه عام حجه الأول وذلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة وقد دخل المدينة يوم دخوله إليها قوافل الزوار من الشام والعراق , واليمن والمغرب , والحجاز , وبلاد العجم , وقد زادوا عن تسعين ألفا فلما أشرف علي المدينة المنورة ترجل عن مطيته ومشي حافيا إلي أن وصل الحرم الشريف المحمدي , ولازال حتي وقف تجاه الحجرة العطرة النووية فقال : السلام عليك يا جدي فقال له " وعليك السلام يا ولدي " سمع كلامه الشريف كل من في الحرم النبوي فتواجد لهذه المنحة العظيمة , والنعمة الكبري , وحن وأن , وبكي وجثا علي ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال :
في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائيتي
وهذه دولة الأشــــباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلي الله عليه وسلم يده الشريفة النورانية من قبره الأزهر الكريم فقبلها والناس ينظرون وقد كان في الحرم الشريف الألوف حين خروج اليد الطاهرة المحمدية وكان من أكابر العصر فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحراني , والشيخ عدي بن مسافر , والشيخ عقيل المنبجي , وهؤلاء لبسوا خرقة السيد احمد رضي الله عنه وعنهم بذلك اليوم , واندرجوا بسلك إتباعه وكان فيمن حضر الشيخ احمد الكبير الزعفراني , والشيخ عبد القادر الجيلاني , والشيخ أحمد الزاهد الأنصاري , والشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي العباسي , وخلائق وكلهم تبركوا وتشرفوا برؤيا اليد المحمدية ببركته رضي الله عنه وبايعوه هم ومن حضر علي المشيخة عليهم وعلي أتباعهم رحمهم الله ومن نعم الله علي أن والدي رحمه الله توجه من الفاروث سنة 662 إلي أم عبيدة وعمري يومئذ ثماني سنين فحملني معه للزيارة والتشرف بالموسم الأحمدي فدخلنا أم عبيدة في خلافة شيخنا ومولانا السيد شمي الدين محمد الرفاعي سبط النفس النفيسة الرفاعية , فأفرد لوالدي غرفة في الرواق , وقد ضرب الوفود والمحبون لأخصاص والخيام حول أم عبيدة وقد امتلأت الصحارى والبلاد والنواحي من الزوار ففي يوم الجمعة فتحوا قبة المشهد الشريف الأحمدي , وجاء الناس ألوفا ألوفا فأخذ أبي بيدي ووقفنا , وإذ بشيخ كبير السن , جليل القدر فحملني والدي إليه , وقبل والدي يده , وأمرني فقبلت يده , وسأله لي وله الدعاء فدعا لنا ومشي , فقال لي والدي : هذا الشيخ أحمد بن عبد المحمود الربعي , هو من الذين كانوا عام مدت يد النبي صلي الله عليه وسلم للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه , ورآها وتشرف برؤيتها وبعد قليل جاء شيخ آخر ففعل والدي كما فعل أولا وقبل يده وأمرني بتقبيل يده , وبعد انصرافه للزيارة قال لي : وهذا من حجاج عام مد اليد وهو الشيخ مبارك بن جعفر الأونيوي وبعد قليل , جاء شيخ آخر , ففعل والدي كالأول وبعد ذهابه قال لي : وهذا من حجاج عام مد اليد , وهو الشيخ عبد الرحمن بن علي الدعيبيني ثم جاء رجل آخر ففعل والدي كالأول , وبعد ذهابه قال لي : وهذا من أولئك , وهو الحاج رمضان بن عبد البر بن عبد ربه ثم جاء رجل آخر فقبل يده وفعل كما فعل بالأول وبعد ذهابه للزيارة قال لي : وهذا منهم , وهو الشيخ الجليل عبد المحسن الأنصاري الواسطي رضي الله عنه ورأيت الناس يزدحمون علي كل واحد منه يقبلون يديه وقدميه , ويعلو النحيب والبكاء من الجميع , وذلك لتذكار عهد اليد الشريفة , ومن مدت له رضي الله عنه
زوجاته وأولاده :
تزوج رضي الله عنه الشيخة الصالحة خديجة الأنصارية بنت الشيخ أبي بكر بن يحيى النجاري الأنصاري , فأولدها فاطمة وزينب ثم توفيت خديجة فتزوج اختا الزاهدة العابدة رابعة , فأولدها صالحا قطب الدين , مات في حياة والدة وعمره سبع عشرة , سنة ولم يتزوج وقال الشيخ علي الحدادي : بل تزوج وأعقب ولدا اسمه منصور وأما فاطمة بنت السيد أحمد الكبير فقد زوجها أبوها بابن أخته , وابن عمه مهذب الدولة ابن سيف الدين عثمان . فأولدها الإمام الكبير محي الدين إبراهيم الأعزب , ونجم الدين أحمد الأخضر , وأما زينب فزجها ابن عمتها وابن ابن عم أبيها ممهد الدولة عبد الرحيم و فأولدها شمس لدين محمد , وقطب الدين أحمد , وأبا الحسن علي , وعز الدين أحمد الصياد , وأحمد أبا القاسم وأبا الحس , وبنتين وانتشرت ذريتهم في البلاد الإسلامية
وفاته :
في السادسة والستين من عمره مرض بداء البطن ( الإسهال الشديد ) وبقي مريضا أكثر من شهر وكان مع خطورة مرضه متحملا لآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوي مستمرا علي تأدية فرائضه ومواظبا علي فعل ما اعتاد القيام به من الطاعات والعبادات بقدر استطاعته إلي أن توفي رضي الله عنه يوم الخميس الثاني عشر من شهر جمادي الأول عام 578 هجرية ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى النجاري في بلدته أم عبيدة رحمه الله وأعلي مقامه في الجنة .
مولده
ولد رضي الله عنه في قرية حسن بالبطائح – من أعمال واسط العراق – سنة 512هـ وفي السابعة من عمره توفي أبوه في بغداد , فكفله خاله السيد منصور الرباني البطائحي ورباه فأحسن تربيته
نسبه الشريف من جهة أبيه :
مذكور في مقدمة البرهان لتلميذه الشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي – جامع كتاب البرهان – ولذلك لم أذكره هنا
نسبه الشريف من جهة أمه :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ابن السيدة فاطمة الأنصارية ( وتتصل من جهة أمها السيدة رابعة بنت السيد عبدالله الطاهر إلي الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ) بنت الشيخ يحيى النجاري من جهة أمه أيضا فهو يحيى بن علوية – ويقال : عالية – بنت الحسن اللاع بن محمد يحيى بن الحسين مالك اليمن ومكة ابن القاسم أبى محمد الرسي بن إبراهيم طبا طبا بن إسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثني بن الأمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنهم
نسبه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه :
يتصل نسبه أيضا بأمير المؤمنين أبى بكر الصديق رضي الله عنه من جهة جده الأمام جعفر الصادق , لأن أم الأمام هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
نشأته علمه ومشايخه رضي الله عنه :
درس القرآن العظيم وأتم حفظه وترتيله علي الشيخ الصالح الورع المقرئ الشيخ عبد السميع الحر بوني بقرية حسن ( من أعمال واسط العراق ) وكان له من العمر سبع سنين وفي هذه السنة توفي أبوه في بغداد وبعد وفاة والده كفله خاله الباز الأشهب الشيخ منصور البطائحى , ونقله ووالدته وأخوته إلي بلدة نهر دقلي ( من أعمال واسط ) وأدخله علي الأمام العلامة الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفي الكبير الشأن الشيخ أبي الفضل علي الواسطي رضي الله عنه , فتولي أمره , وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه فبرع بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز قصب السبق علي أقرانه
وكان يلازم درس خاله الشيخ أبي بكر شيخ وقته وسلطان علما , زمانه كما كان يتردد علي حلقة خاله الشيخ منصور الرباني ويتلقي بعض العلوم عن الشيخ عبد الملك الحر بوني حفظ كتاب التنبيه ( فقه شافعي ) للأمام أبي اسحق الشيرازي علي ظاهر قلب وشرحه شرحا جليلا ( يقال انه ضاع في واقعة التتار ) واستغرق أوقاته بجمع المعارف الدينية وقد أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى رجع مشايخه إليه , وتأدب مؤدبوه بين يديه
وفي العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ الشيخ أبو الفضل علي محدث واسط وشيخها إجازة عامة بجميع علوم الشريعة والطريقة وألبسه خرقته المباركة وأعظم شأنه , ولقبه بأبي العلمين ( الظاهر والباطن ) وانعقد عليه في حياة مشايخه الإجماع, واتفقت كلمتهم علي عظم شأنه ورفعة قدره
أقام بنهر دقلي مدة يسيرة , ثم رجع إلي رواق أبيه في قرية حسن فأشتهر كل الاشتهار
وفي الثامن والعشرين من عمره عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشيوخ, ومشيخة الأروقة والربط المنسوبة إلية وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق حده لأمه الشيخ يحيى النجاري ( والد الشيخ منصور) فأقام فيها وتصدر علي سجادة الإرشاد بذلك العام – وهو العام الذي توفي فيه خاله الشيخ منصور
ولما كان له من العمر خمس وثلاثون سنة , أحصيت الرقاع التي وردت إليه من مريديه الذين دخلوا الخلوة المحرمية فزادت عن سبعماية ألف رقعة
دروسه :
كان رضي الله عنه لا يفتر عن تعليم الناس سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم وأسرار القرآن ويقول :تجارة العارف الدلالة علي الله , وسوق القلب إلي الله وكان يقرأ دروس الفقه , والحديث , والتفسير , والعقائد , كل يوم صباحا ومساء غير الاثنين والخميس بعد الظهر فإنه يجلس فيهما الواعظ الجامع ويلقي علي الناس كلاما يذهل العقول , ويدهش الألباب, ويخطف القلوب ولم يسبقه من بعد النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة ألا ثني عشر من أهل بيته الطاهر عليهم الرضوان والسلام سابق ولم يلحقه لاحق
وكان إذا جلس علي كرسيه للدرس أحاطت به أئمة العلماء , وفحول الخطباء والمرشدون , والكثير الكثير من الخواص والعوام فإذا أخذ بالتحدث جرى العلم علي لسانه كالبحر المتدفق , فيذهل العارفين ببلاغته وسعة علمه ويخرس الجاحدين والمارقين بقوة حججه فالأدباء تأخذ نصيبها من فصاحته , والعلماء من معارفه والفلاسفة من تحقيقه وحكمه , والأولياء من حقائقه ومواهبه
وفي رسالة سواد العينين في مناقب الإمام أبي العلمين للإمام الرافعي أخبرني الفقيه العالم الكبير بقية الصالحين قال : كنت في أم عبيده زائرا عند السيد احمد الرفاعي في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة آلف إنسان , منهم الأمراء , والعلماء , والشيوخ , والعامة وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كل علي حاله وكان يصعد الكرسي بعد الظهر فيعظ الناس , والناس حلقا حلقا حوله فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط , وجم غفير من علماء العراق , وأكابر القوم فبادر قوم بأسئلة من التفسير , وآخرون بأسئلة من الحديث , وجماعة من الفقه وجماعة من الخلاف , وجماعة من الأصول , وجماعة من علوم أخرى فأجاب علي مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب , ولا ظهر عليه أثر الحدة فأخذتني الحيرة من سائليه , فقمت وقلت : أما كفاكم هذا ؟ والله لو سألتموه عن كل علم دون لأجابكم بإذن الله بلا تكلف فتبسم وقال : دعهم أبا زكريا فليسألوني قبل أن يفقدوني , فإن الدنيا زوال , والله محول الأحوال فبكى الناس , وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج , ومات في المجلس خمس رجال واسلم من الصابئين والنصارى واليهود ( آلاف رجل أو أكثر وتاب أربعون آلف رجل فبعد أن صلى صلاة العصر بالناس , قام ابن جرادة الواسطي , ووقف تجاهه وقال مرتجلا :
يا أيها السيد الندب الذي شهدت *** له المآثر والأفعـــــــال بالشـــــرف
خلقت جدك خير الخلق العــــالي *** فأنعم بذاك الســـــــبق والخلـــــــف
وأنت معجزة يا ابن الرسول له *** فافخر غدا يا أخا العليا لدي السلف
مؤلفاته:
له رضي الله عنه مؤلفات كثيرة ومتنوعة فقد أكثرها في موقعة التتار و ما وصل إلينا علمه هو : معاني بسم الله الرحمن الرحيم ,تفسير سورة القدر , الرواية ( حديث ) الطريق إلي الله, حاله أهل الحقيقة مع الله الصراط المستقيم , البهجة , النظام الخاص لأهل الاختصاص, المجالس الأحمدية كتاب الحكيم شرح التنبيه ( فقه شافعي ) راتب الرفاعي ( طبع في الهند سنة 131 ) المصباح المنير في ورد السيد الرفاعي الكبير السر المصون وهو حزب السيد أحمد الرفاعي ( طبع في بيروت 1887 ) البرهان المؤيد
أخلاقه :
نشأ رضي الله عنه وترعرع في دور العلم , فكانت معاشرته للعلماء و الصحاء فاهتدي بهدي القرآن وسار علي سنة جده خير الأنام صلي الله عليه وسلم فكان طريقه العمل بالكتاب والسنة وبما كان عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان لا مشددا ولا موسعا, يسلك الطريق الوسط ويقول : نحن أمة وسط ولهذا كان يحب التوسط بالرخص للمبتدئين كي لا تشمئز نفوسهم ويحب الأخذ بالعزائم لأهل النهايات وكان بشا متواضعا حليما , متحملا للأذى , صبورا علي المكارة , لا يجرد لنفسه قط , ولا ينتصر لها , بل يحب الله , ويبغض لله , ولا يشافه أحد بما يكره , فإذا اتضح له الحق تبعه وترك نفسه وأهله وولده ويقول : نحن عندنا القريب والغريب في الله سواء , ويقول : من لم يتبع الحق انقيادا لهوي في نفسه فهو من الضلال بمكان كان ينهي عن كثرة استعمال المباحات , وعن كثرة الأكل , وعن كثرة النوم , ويحرض علي قيام الليل , ومن نظمه بذلك : تعود سهر الليل فإن النوم خسران ولا تركن إلي الذنب فعقبي الذنب نيران – وقم للواحد الفرد فللقرآن خلان – ينام الغافل الساهي وما في القوم وسنان – ويلهو المعرض اللاهي وعند القوم أحزان – هم والله فتيان إذا ما قيل فتيان كان يأمر بمباعدة أهل الشطح والغلو , والترفع , والدعاوى العريضة , ويحذر الناس منهم ويقول : هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم , وكان يكره أصحاب القول بالوحدة المطلقة وكان يكره أصحاب الخوض بالكلام علي الذات الصفات ويقول : هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم ,إياكم ومجالستهم وكان يقول اتبع ولا تبتدع , فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة وإن ابتدعت هلكت وأخيرا فما ذكرته عن أخلاقه هو غيض من فيض حقيقتها رضي الله عنه ومن أراد أن يعرفها مفصلة فليقرأ كتابه " البرهان المؤيد "
تواضعه :
كان يخدم نفسه , ويخصف نعله , ويجمع الحطب وبشده بحبل مدخر له عند بعض خدامه , فيحمله إلي بيوت الأرامل والمساكين والمرضي , وأصحاب الحاجات ويقدم للعميان نعالهم , ويقودهم – إذا لقي منهم أناسا – إلي محل مطلوبهم ويكرم الشيوخ , ويوحي بإكرامهم ويقول : قال النبي صلي الله عليه وسلم " من أكرم ذا شيبة – يعني مسلما – سخر الله له من يكرمه عند شيبته " وكان يمشى إلي المجذومين , والزمني , ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام , ويأكل معهم , ويجالسهم , ويسألهم الدعاء ويقول الزيارة لمثل هؤلاء واجبة لا مستحبة وإذا سمع بمريض في قرية – ولو علي بعد – يمضي إليه ويعوده وكان يداوي الكلاب ويقول : الشفقة علي خلق الله مما يقرب العبد إلي الله وكان يرأف باليتيم , ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم , ويتواضع لهم كل التواضع , ويعد نفسه منهم ويقول في المحافل : إن عدت أصحاب الحرف , وذهبت كل حرفه زمرة زمرة , فأنا فقير في زمرة الفقراء
مر يوما علي صبيان يتخاصمون فخلص بينهم وقال لأحدهم : ابن من أنت ؟ فقال له : و ايش فضولك ؟ فصار يرددها ويقول : أدبتني يا ولدي جزاء الله خيرا
قال مشايخ أهل عصره : كل ما حصل لابن الرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته علي الخلق , وذل نفسه رضي الله عنه وكان يعظم العلماء , والفقهاء , ويحترمهم , ويأمر بتعظيمهم واحترامهم , ويقول : هولاء أركان الأمة وقادتها
زهده ووعده وسلامة طويته :
كان متجردا من الدنيا وما ادخر شيئا قط وكان لا يجمع بين لبس قميص لا في صيف ولا في شتاء مع أن ريع أملاكه , و حباس رواقه الشريف أكثر من ريع أملاك الأمراء والكبراء وكل ما يحصل منها ينفقه في سبيل الله تعالي علي فقراء الرواق ووارديه من المسلمين , ويبقي أولاده لا يملكون شيئا من عرض الدنيا بل هم كآحاد فقراء الرواق قال الشيخ عبد الصمد الحربوني أحد وكلاء الرواق الأحمدي العامر : في سنة 567 هجرية بلغ ريع أملاك السيد أحمد وأوقافه المحبوسة علي رواقه هذه السنة تسعماية ألف درهم فضه ديواني , وعشرين ألف قطعة ذهب وجاء في هذه السنة باسم جنابة الشريف من الأقاليم ثمانون ألف رداء , وخمسون ألف تمشكة , وعشرون ألف مسح عجمي , واثنتان وثلاثون ألف عمامة كتان , وإحدى عشرة ألف قطعة ذهب دوانيقية ) وألف و سبعماية كساء هندي , وها هو اليوم غسل ثوبه بشاطئ نهر الرواق واستتر بفوطته , وأخذ ثوبه علي عصا ينشفه ليلبسه , ولم يكن في خزانة رواقه ولا درهم واحد وكل الذي ذكرته لك تصدق به علي الضعفاء , ووهبه للمستحقين , والسائلين , والفقراء والمساكين كان يقول : الزهد أساس الأحوال المرضية والمراتب السنية وهو أول القاصدين إلي الله عز وجل , والمنقطعين إلي الله , والراضين عن الله , والمتوكلين علي الله وكان يقول : لسان الورع يدعو إلي ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلي دوام الاجتهاد , ولسان المحبة يدعو إلي الذوبان و الهيماء وكان يقول : كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس , وكم أذهبت من دين وكان إذا رأي علي فقير جبة صوف يقول له : يا ولدي , أنظري بزي من تزييت , وإلي من قد انتسبت لبست لبسة الأنبياء , وتخليت بحلية الأتقياء هذا زي العارفين فاسلك فيه مسالك المقربين وإلا فانزعة كان لا يجازي قط السيئة بالسيئة وكان يقول : لا يحصل للعبد صفاء الصدر حتي لا يبقي فيه شيء من الخبث لا للعدو , ولا لصديق ولا لأحد من خلق الله عز وجل وكان يقول : طريقي دين بلا بدعة , وعمل بلا كسل , ونية بلا فساد , وصدق بلا كذب , وحال بلا رياء
ســلســلة الطريق بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين حفيده السيد احمد الكبير الرفاعى رضي الله عنه
أخذ الطريق رضي الله عنه بالسند المتصل بالنبي صلي الله عليه وسلم من أربع طرق :
الطريق الأول :
السيد أحمد الرفاعي ( من ) الشيخ منصور الرباني البطائحي ( من ) الشيخ أبي المنصور الطيب ( خال أم وابن عمة الشيخ منصور ) ( من ) الشيخ يحيى النجاري ( من ) الشيخ أبي القرمزي ( من ) الشيخ أبي القاسم السندوسي ( من ) الشيخ رويم البغدادي ( من ) الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ( من ) الشيخ سري السقطي ( من ) الشيخ معروف الكرخي ( من ) الإمام علي بن موسي الرضي ( من ) والده الإمام موسي الكاظم ( من ) والده الإمام جعفر الصادق ( من ) والده محمد الباقر ( من ) والده الإمام زين العابدين علي ( من ) والده الإمام الحسين ( من ) والده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( من ) ابن عمه رسول الله صلي الله عليه وسلم
الطريق الثاني :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من خاله الشيخ منصور الرباني ( من) والده الشيخ يحيى النجاري( من ) والده الشيخ موسي بن سعيد الأنصاري ( من ) والده الشيخ كامل الأنصاري ( من ) والده الشيخ يحيى الكبير الأنصاري ( من ) شيخ الصوفية أبي بكر بن موسي الواسطى ( من ) الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ثم بالسند المتصل بالطريق الأول
الطريق الثالث :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من ) الشيخ علي القارئ الواسطى ( من ) الشيخ أبي الفضل بن كامل الواسطي ( من الشيخ غلام ابن تركان ( من ) الشيخ علي الروزباري ( من ) الشيخ علي العجمي ( من ) الشيخ أبي بكر الشبلي من الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ( من ) الشيخ سري السقطي ( من ) الشيخ معروف الكرخي ( من ) الشيخ داود الطائي ( من ) الشيخ حبيب العجمي ( من ) الشيخ أبي سعيد الحسن البصري ( من ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من ) النبي صلي الله عليه وسلم
الطريق الرابع :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ( من ) خاله الشيخ منصور الرباني ( من ) الشيخ محي الدين أبو محمد الشبنكي ( من ) الشيخ بكر الهوازني البطائحى ( من ) ( الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالمنام ) ( من ) الإمام سهل بن عبدالله التستري ( من ) الشيخ ذو النون المصري ( من ) الشيخ اسرافيل المغربي ( من ) أبي عبيد الله محمد حبيشة التابعي ( من ) جابر الأنصاري الصحابي ( من ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( من ) النبي صلي الله عليه وسلم
بعض المشهورين من تلاميذه , ومن ينتسب إليه بالطريق :
قال ابن المهذب في كتابه " عجائب واسط " بلغت خلفاء السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وخلفاؤهم 18 ألفا حال حياته ولم يكن في بلاد المسلمين المعمورة مدينة أو بليدة أو قطر تخلو ربوعه وزواياه من محبيه وتلامذته العارفين المرضيين رضي الله عنهم أجمعين
ومن جليل فضله أن غالب أعيان الأقطاب المشهورين في الأقطار الإسلامية ينتهون إليه من طريق الخرقة علي الغالب ولذلك كان يلقب بشيخ الطرائق . و أستاذ الجماعة , والشيخ الكبير وسيد العارفين الي آخر ما هنالك من الأقارب ومن الذين ينتمون إليه ويعولون في الخرقة عليه الشيخ الحافظ عز الدين الفاروئي , والشيخ عقيل المنبجي , والشيخ حياة بن قيس الحراني , والقطب السيد أحمد البدوي , والقطب الشيخ إبراهيم الدسوقي , والقطب أبو الحسن الشاذلي , والقطب الشيخ مزيد الشيباني ( والد القطب سعد الدين الجباوي ) والشيخ نجم الدين الأصفهاني ( شيخ الدسوقي ) والشيخ أحمد علوان اليماني , والإمام الشعراني , والحافظ جلال الدين السيوطي , والشيخ علي الخواص وغيرهم كثيرون من الأقطاب والعلماء ومشايخ الطرق
كراماته
واثبت أن للأولياء الكرامة ومن نفاها فانبذن كلامه كل ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة الولي :
والكرامات ثابتة لم ينكرها غير جاهل بمعجزات الأنبياء التي أيد الله بها نبوة الأنبياء ورسالة الرسل - وبخوارق العادات ( الكرامات ) التي حصلت من عباد الله الصالحين وأوليائه المتقين فضلا من الله وكرما وكثيرا ما ينكر بعض ضعاف الإيمان كرامات حصلت من الصحابة وكبار التابعيين وتابعيهم لعدم موافقتها لمداركهم مع أن العلم والمخترعات الحديثة قد أثبتت لنا أشياء ما كنا نتصور وقوعها لو لم ننظر إليها بأعيننا , ونلمسها بأيدينا , ونسمع أصواتها بآذاننا من كان يصدق ما نراه الآن في التليفزيون ؟ يقف الرجل في محطة البث بعيدا عنا , محجوبا بجدران سميكة ومسافات بعيدة . فيراه كل منا ويسمع حديثه وهو في غرفته ومثله أشياء كثيرة يحتاج ذكرها وشرحها إلي مجلدات كثيرة
السيد أ حمد الكبير الرفاعي المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه , وعبادته وتقواه , أحد أولئك الذين أنعم الله وتكرما عليهم بكثير من الكرامات المشهورة والمدون كثير منها في الكتب وأشهر كراماته وأعلاها شأنا تقبيله يد جده المصطفي صلي الله عليه وسلم وقد تلقاها الناس خلفا عن سلف حتي بلغت مبلغ التواتر وإن التصانيف التي ذكرتها ووصلت إلي علمنا هي( مذكورة في كتاب لباب المعاني ص 43 ):
ترياق المحبين للحافظ تقي الدين الواسطي
نزهة المجالس للصفوري
النفحة المسكية للفاروثي
سواد العينين للرافعي القزويني
الوظائف الاحمدية للصياد
البهجة الكبري للحافظ محمد بن قاسم الواسطي
ربيع العاشقين للخطيب الحدادي
أم البراهين للحافظ محمد بن قاسم لحاج الواسطي
التنوير للحافظ جلال السيوطي
الشرف المحتم للحافظ السيوطي
طبقات الكواكب الدرية للمحدث المناوي
كتاب الأسرار الرحمانية للعارف الصاوي المصري
التذكرة للشيخ العطار
النجم السباعي للعيد روس الحسيني
إجابة الداعي للعلامة أبي القاسم البرزنجي
شرح الشفاء الشريف للخفاجي
مناقب الصالحين للإمام الشعراني
خزانة الأسير للشيخ علي الواسطي
روضة الأعيان للموصلي
قاموس العاشقين للشيخ عبد المنعم العاني نزيل دمشق
صحاح الأخبار للسيد سراج الدين الرفاعي
مقدمة البرهان المؤيد للشيخ شرف الدين العباس الواسطي
قال الإمام عز الدين الفاروثي (مذكورة في كتاب لباب المعاني ص 43 )
في كتابه إرشاد المسلمين : أخبرني أبي الحافظ محي الدين أبو اسحق عن أبيه الشيخ عمر ( الفاروثي ) أنه قال : كنت مع سيدنا ومفزعنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني رضي الله عنه عام حجه الأول وذلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة وقد دخل المدينة يوم دخوله إليها قوافل الزوار من الشام والعراق , واليمن والمغرب , والحجاز , وبلاد العجم , وقد زادوا عن تسعين ألفا فلما أشرف علي المدينة المنورة ترجل عن مطيته ومشي حافيا إلي أن وصل الحرم الشريف المحمدي , ولازال حتي وقف تجاه الحجرة العطرة النووية فقال : السلام عليك يا جدي فقال له " وعليك السلام يا ولدي " سمع كلامه الشريف كل من في الحرم النبوي فتواجد لهذه المنحة العظيمة , والنعمة الكبري , وحن وأن , وبكي وجثا علي ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال :
في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائيتي
وهذه دولة الأشــــباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلي الله عليه وسلم يده الشريفة النورانية من قبره الأزهر الكريم فقبلها والناس ينظرون وقد كان في الحرم الشريف الألوف حين خروج اليد الطاهرة المحمدية وكان من أكابر العصر فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحراني , والشيخ عدي بن مسافر , والشيخ عقيل المنبجي , وهؤلاء لبسوا خرقة السيد احمد رضي الله عنه وعنهم بذلك اليوم , واندرجوا بسلك إتباعه وكان فيمن حضر الشيخ احمد الكبير الزعفراني , والشيخ عبد القادر الجيلاني , والشيخ أحمد الزاهد الأنصاري , والشيخ شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي العباسي , وخلائق وكلهم تبركوا وتشرفوا برؤيا اليد المحمدية ببركته رضي الله عنه وبايعوه هم ومن حضر علي المشيخة عليهم وعلي أتباعهم رحمهم الله ومن نعم الله علي أن والدي رحمه الله توجه من الفاروث سنة 662 إلي أم عبيدة وعمري يومئذ ثماني سنين فحملني معه للزيارة والتشرف بالموسم الأحمدي فدخلنا أم عبيدة في خلافة شيخنا ومولانا السيد شمي الدين محمد الرفاعي سبط النفس النفيسة الرفاعية , فأفرد لوالدي غرفة في الرواق , وقد ضرب الوفود والمحبون لأخصاص والخيام حول أم عبيدة وقد امتلأت الصحارى والبلاد والنواحي من الزوار ففي يوم الجمعة فتحوا قبة المشهد الشريف الأحمدي , وجاء الناس ألوفا ألوفا فأخذ أبي بيدي ووقفنا , وإذ بشيخ كبير السن , جليل القدر فحملني والدي إليه , وقبل والدي يده , وأمرني فقبلت يده , وسأله لي وله الدعاء فدعا لنا ومشي , فقال لي والدي : هذا الشيخ أحمد بن عبد المحمود الربعي , هو من الذين كانوا عام مدت يد النبي صلي الله عليه وسلم للسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه , ورآها وتشرف برؤيتها وبعد قليل جاء شيخ آخر ففعل والدي كما فعل أولا وقبل يده وأمرني بتقبيل يده , وبعد انصرافه للزيارة قال لي : وهذا من حجاج عام مد اليد وهو الشيخ مبارك بن جعفر الأونيوي وبعد قليل , جاء شيخ آخر , ففعل والدي كالأول وبعد ذهابه قال لي : وهذا من حجاج عام مد اليد , وهو الشيخ عبد الرحمن بن علي الدعيبيني ثم جاء رجل آخر ففعل والدي كالأول , وبعد ذهابه قال لي : وهذا من أولئك , وهو الحاج رمضان بن عبد البر بن عبد ربه ثم جاء رجل آخر فقبل يده وفعل كما فعل بالأول وبعد ذهابه للزيارة قال لي : وهذا منهم , وهو الشيخ الجليل عبد المحسن الأنصاري الواسطي رضي الله عنه ورأيت الناس يزدحمون علي كل واحد منه يقبلون يديه وقدميه , ويعلو النحيب والبكاء من الجميع , وذلك لتذكار عهد اليد الشريفة , ومن مدت له رضي الله عنه
زوجاته وأولاده :
تزوج رضي الله عنه الشيخة الصالحة خديجة الأنصارية بنت الشيخ أبي بكر بن يحيى النجاري الأنصاري , فأولدها فاطمة وزينب ثم توفيت خديجة فتزوج اختا الزاهدة العابدة رابعة , فأولدها صالحا قطب الدين , مات في حياة والدة وعمره سبع عشرة , سنة ولم يتزوج وقال الشيخ علي الحدادي : بل تزوج وأعقب ولدا اسمه منصور وأما فاطمة بنت السيد أحمد الكبير فقد زوجها أبوها بابن أخته , وابن عمه مهذب الدولة ابن سيف الدين عثمان . فأولدها الإمام الكبير محي الدين إبراهيم الأعزب , ونجم الدين أحمد الأخضر , وأما زينب فزجها ابن عمتها وابن ابن عم أبيها ممهد الدولة عبد الرحيم و فأولدها شمس لدين محمد , وقطب الدين أحمد , وأبا الحسن علي , وعز الدين أحمد الصياد , وأحمد أبا القاسم وأبا الحس , وبنتين وانتشرت ذريتهم في البلاد الإسلامية
وفاته :
في السادسة والستين من عمره مرض بداء البطن ( الإسهال الشديد ) وبقي مريضا أكثر من شهر وكان مع خطورة مرضه متحملا لآلام الشديدة بدون تأوه أو شكوي مستمرا علي تأدية فرائضه ومواظبا علي فعل ما اعتاد القيام به من الطاعات والعبادات بقدر استطاعته إلي أن توفي رضي الله عنه يوم الخميس الثاني عشر من شهر جمادي الأول عام 578 هجرية ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى النجاري في بلدته أم عبيدة رحمه الله وأعلي مقامه في الجنة .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى