- المعتز بالله
- عدد المساهمات : 183
نقاط : 504
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : المشرف العام
أدب الحوار في التصوف الاسلامي العظيم..
الخميس يناير 05, 2012 10:37 am
أدب الحوار في التصوف الاسلامي العظيم..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.والصلاة والسلام على اكمل الخلق وسيد بني أدم سيدنا محمد حبيب رب العالمين..وعلى أزواجه و ذريته وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين..
لهع در القائل:
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط.
وبعد..
ما جعل الله تعالى لرجل من قلبين في جوفه.وما جعل الله تعالى لرجلين عقلا واحدا..فلكل رجل عقله الذي يميزه عن الاخر..ولقد ميز الله تعالى الانسان عن باقي مخلوقاته بالعقل ..وتواترت الايات الكريمة التي تحث الانسان على استعمال عقله للتفكر في ملكوت السموات والارض ليصل الى الحقيقة .(.ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.ربنا انك من تدخل النار فقط اخزيته وما للظالمين من انصار.).
ودعا القرءان الكريم الى تدبر ايات الله البينات المحكمات التي هن ام الكتاب..لان فيها كل ما يحتاجه المسلم من الدين بالضرورة.فيها اصول العقيدة .وفرائض الدين .والحلال والحرام.. وقصص السابقين ..واشارات واضحة الى كافة مجالات العلوم الدنيوية تقريبا.. وحقائق باهرة عن عالم الاخرة .. والبعث والنشور..والجنة ونعيمها والنار وجحيمها.
وعاب القرءان الكريم على الذين لا يتفكرون بالقرءان الكريم ولا يتدبرون أياته البينات..
ودعاهم لفك اقفال القلوب وعدم الحجر على العقول..بل دعا للتدبر والتفكر مرات عديدة.وامر رسوله الاعظم صلى الله عليه وسلم باستشارة الصحابة وجعل الامر شورى بينهم..في الامور الدنيوية وفي المسائل الحياتية وفي تنظيم امور الحروب وطرق القتال..بنفس الوقت الذي امر المؤمنين ان يحكموا رسول الله فيما شجر بينهم .وان يكون مرادهم تبعا لمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل التسليم له فيما يحكم بينهم شرط لصحة الايمان..وصرح القرءان الكريم باتباع ما جاءبه الرسول وترك ما نهى عنه.صلى الله عليه وسلم
ولقد كانت الشورى هي ديدن المسلمين من يوم السقيفة التي تم فيها اختيار الخليفة الاول ابو بكر الصديق رضي الله عنه.
وكانت الشورى هي خلق الخلفاء الراشدين الاربعة رضي الله عنهم..
وكان الحوار والنقاش والرد على الفكرة بالفكرة هي من طبع واسلوب الفقهاء المسلمين حتى اشتهر عن بعضهم مقولة ان رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب.مع ان البعض الاخر كان يعطي رأيه في المسألة ثم قد يعطي فيها رأيا اخر فيها –اذا تغيرت ا الظروف او المكان اوظهر له دليل جديد لم يكن يعرفه من قبل ..
وكان الاختلاف بالفكر والرأي لا يحول دون اظهار ما عند الخصم من محاسن ..بل كان البعض قد يجد الحجة لخصمة في بعض المسائل.. وكانوا يعرفون قدر بعضهم البعض..ويمتدحون بعضهم البعض حتى في غيبتهم احيانا..
ولم يكونوا غالبا يكفرون احدا بعينه او باسمه ورسمه الا نادرا..بل يحكمون على الافكار والاراء.. سلبا او ايجابا..
لان القلوب تتغير والافكار تتطور وقد تختلف ولا تستقر على حا ل دائم ..هذا في الفروع.. ولكن في الاصول ..اصول العقيده.. فكانوا غالبا مجتمعين عليها ولا يترددون فيها ..
والان ما احوجنا الى التأسي. بأولئك الصحابة الكرام والعلماء الافذاذ..خلقا وسلوكا ..علما وفقها .عملا وحكمة..تقى وتقوى..واذ كان الظاهر مطلوب..فان الاصل هو المضمون..ورحم الله تعالى ذالك الفقيه الذي اعتدل في جلسته عندما دخل عليه من له وقار ظاهري من عمامة ولحية طويلة و..ومن ثم عندما سأل وظهر مكنون كلام هذا الضيف ومقدار علمه الضئيل.. استرخى ذالك الفقيه وقال : (آن لي ان أمد رجلي..)..
والان قد يأتي رجل ما وذو القاب علمية او مركز مهني مرموق او لحية معتبرة وعمامة وقورة ..فيحترم ويقدر وحق له ذالك..فان توقير الشعائر من تقوى القلوب ومن شمائل المسلمين..ولكن عندما يتكلم ذالك العالم او يلقى محاضرة او فتوى في موضوع ما..ويتكلم بما يخالف الشريعة والعقل السليم..فان مكانته تهتز والثقة في اقواله تفتقد..وقد يستغرب البعض ويقول :يا اخي هذاعالم او عارف او امام او مفتي في مكان ما..والاجابة الان ليست مستعصية. فان الرجال تقاس بالحق..وليس العكس..والمعصوم هو فقط واحد لا غير.سيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
والمصيبة الان.. ان البعض وعن طريق نشر صورة العالم الفلاني الوقورة او ألقابه كقطب اوعارف او وارث او مرشد يحاول التأثير على الطرف الاخر لاسكاته واخراسه ..وقد يلبس لبوس الناصح الامر ويقول : اذهب واسلك الطريق من جديد او اخرس ولا تعاود الكتابة .ولا تعود للتدريس والتوجيه الا من طريقي...وهذا الاسلوب هو غير مجدي على الاقل..بينما كان والى وقت قريب جدا.. كبار العلماء الفضلاء يحرمون الصور والتصوير الا عند الضرورة القصوى ولأسباب وجيهة..وكانوا يفضلون لقب الفقير لله او الذليل لله .او خادم الفقراء.أو سيد القوم خادمهم0.
والغريب ان بعض من يدعو الى الفناء بالله تعالى بمعنى انه لا يرى على الحقيقة والتحقيق الا الله تعالى.. بينما هو تظهر صوره المثيرة للجدل في كل مكان وفي كل الاحوال ..حتى كيف يدعو الله تعالى وكيف يصلى وكيف يسجد وكيف يتكلم بالهاتف وكيف يتصل بالسماء..والقابه واسماءه من عارف وغوث وقطب وقدس الله سره ودكتور .لا يمكن عدها وحصرها..
وقد يطلب من مريديه عدم اشراك احد معه بها .لانها من خصائصه التي خصه الله تعالى بها .وانه وحيد عصره وفريد دهره ..ودليله الهام او كشف خاص به او مكاملة مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..حسب زعمه..
اقول : ان النماذج الاخيرة التي نوهت عنها هي الاستثناء والشاذ والقليل ..والحمد لله تعالى.وان الطيب والسليم والصادق والعارف الحق لحقوق الله تعالى هو الغالب وهو الاكثر..وان الجماعة والخير في امة الاسلام واجتماعها على الخير الى يوم القيامة ..ان ا شاء الهح تعالى ..
والله اعلم.. والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.والصلاة والسلام على اكمل الخلق وسيد بني أدم سيدنا محمد حبيب رب العالمين..وعلى أزواجه و ذريته وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين..
لهع در القائل:
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط.
وبعد..
ما جعل الله تعالى لرجل من قلبين في جوفه.وما جعل الله تعالى لرجلين عقلا واحدا..فلكل رجل عقله الذي يميزه عن الاخر..ولقد ميز الله تعالى الانسان عن باقي مخلوقاته بالعقل ..وتواترت الايات الكريمة التي تحث الانسان على استعمال عقله للتفكر في ملكوت السموات والارض ليصل الى الحقيقة .(.ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.ربنا انك من تدخل النار فقط اخزيته وما للظالمين من انصار.).
ودعا القرءان الكريم الى تدبر ايات الله البينات المحكمات التي هن ام الكتاب..لان فيها كل ما يحتاجه المسلم من الدين بالضرورة.فيها اصول العقيدة .وفرائض الدين .والحلال والحرام.. وقصص السابقين ..واشارات واضحة الى كافة مجالات العلوم الدنيوية تقريبا.. وحقائق باهرة عن عالم الاخرة .. والبعث والنشور..والجنة ونعيمها والنار وجحيمها.
وعاب القرءان الكريم على الذين لا يتفكرون بالقرءان الكريم ولا يتدبرون أياته البينات..
ودعاهم لفك اقفال القلوب وعدم الحجر على العقول..بل دعا للتدبر والتفكر مرات عديدة.وامر رسوله الاعظم صلى الله عليه وسلم باستشارة الصحابة وجعل الامر شورى بينهم..في الامور الدنيوية وفي المسائل الحياتية وفي تنظيم امور الحروب وطرق القتال..بنفس الوقت الذي امر المؤمنين ان يحكموا رسول الله فيما شجر بينهم .وان يكون مرادهم تبعا لمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل التسليم له فيما يحكم بينهم شرط لصحة الايمان..وصرح القرءان الكريم باتباع ما جاءبه الرسول وترك ما نهى عنه.صلى الله عليه وسلم
ولقد كانت الشورى هي ديدن المسلمين من يوم السقيفة التي تم فيها اختيار الخليفة الاول ابو بكر الصديق رضي الله عنه.
وكانت الشورى هي خلق الخلفاء الراشدين الاربعة رضي الله عنهم..
وكان الحوار والنقاش والرد على الفكرة بالفكرة هي من طبع واسلوب الفقهاء المسلمين حتى اشتهر عن بعضهم مقولة ان رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمي خطأ يحتمل الصواب.مع ان البعض الاخر كان يعطي رأيه في المسألة ثم قد يعطي فيها رأيا اخر فيها –اذا تغيرت ا الظروف او المكان اوظهر له دليل جديد لم يكن يعرفه من قبل ..
وكان الاختلاف بالفكر والرأي لا يحول دون اظهار ما عند الخصم من محاسن ..بل كان البعض قد يجد الحجة لخصمة في بعض المسائل.. وكانوا يعرفون قدر بعضهم البعض..ويمتدحون بعضهم البعض حتى في غيبتهم احيانا..
ولم يكونوا غالبا يكفرون احدا بعينه او باسمه ورسمه الا نادرا..بل يحكمون على الافكار والاراء.. سلبا او ايجابا..
لان القلوب تتغير والافكار تتطور وقد تختلف ولا تستقر على حا ل دائم ..هذا في الفروع.. ولكن في الاصول ..اصول العقيده.. فكانوا غالبا مجتمعين عليها ولا يترددون فيها ..
والان ما احوجنا الى التأسي. بأولئك الصحابة الكرام والعلماء الافذاذ..خلقا وسلوكا ..علما وفقها .عملا وحكمة..تقى وتقوى..واذ كان الظاهر مطلوب..فان الاصل هو المضمون..ورحم الله تعالى ذالك الفقيه الذي اعتدل في جلسته عندما دخل عليه من له وقار ظاهري من عمامة ولحية طويلة و..ومن ثم عندما سأل وظهر مكنون كلام هذا الضيف ومقدار علمه الضئيل.. استرخى ذالك الفقيه وقال : (آن لي ان أمد رجلي..)..
والان قد يأتي رجل ما وذو القاب علمية او مركز مهني مرموق او لحية معتبرة وعمامة وقورة ..فيحترم ويقدر وحق له ذالك..فان توقير الشعائر من تقوى القلوب ومن شمائل المسلمين..ولكن عندما يتكلم ذالك العالم او يلقى محاضرة او فتوى في موضوع ما..ويتكلم بما يخالف الشريعة والعقل السليم..فان مكانته تهتز والثقة في اقواله تفتقد..وقد يستغرب البعض ويقول :يا اخي هذاعالم او عارف او امام او مفتي في مكان ما..والاجابة الان ليست مستعصية. فان الرجال تقاس بالحق..وليس العكس..والمعصوم هو فقط واحد لا غير.سيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
والمصيبة الان.. ان البعض وعن طريق نشر صورة العالم الفلاني الوقورة او ألقابه كقطب اوعارف او وارث او مرشد يحاول التأثير على الطرف الاخر لاسكاته واخراسه ..وقد يلبس لبوس الناصح الامر ويقول : اذهب واسلك الطريق من جديد او اخرس ولا تعاود الكتابة .ولا تعود للتدريس والتوجيه الا من طريقي...وهذا الاسلوب هو غير مجدي على الاقل..بينما كان والى وقت قريب جدا.. كبار العلماء الفضلاء يحرمون الصور والتصوير الا عند الضرورة القصوى ولأسباب وجيهة..وكانوا يفضلون لقب الفقير لله او الذليل لله .او خادم الفقراء.أو سيد القوم خادمهم0.
والغريب ان بعض من يدعو الى الفناء بالله تعالى بمعنى انه لا يرى على الحقيقة والتحقيق الا الله تعالى.. بينما هو تظهر صوره المثيرة للجدل في كل مكان وفي كل الاحوال ..حتى كيف يدعو الله تعالى وكيف يصلى وكيف يسجد وكيف يتكلم بالهاتف وكيف يتصل بالسماء..والقابه واسماءه من عارف وغوث وقطب وقدس الله سره ودكتور .لا يمكن عدها وحصرها..
وقد يطلب من مريديه عدم اشراك احد معه بها .لانها من خصائصه التي خصه الله تعالى بها .وانه وحيد عصره وفريد دهره ..ودليله الهام او كشف خاص به او مكاملة مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..حسب زعمه..
اقول : ان النماذج الاخيرة التي نوهت عنها هي الاستثناء والشاذ والقليل ..والحمد لله تعالى.وان الطيب والسليم والصادق والعارف الحق لحقوق الله تعالى هو الغالب وهو الاكثر..وان الجماعة والخير في امة الاسلام واجتماعها على الخير الى يوم القيامة ..ان ا شاء الهح تعالى ..
والله اعلم.. والحمد لله رب العالمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى