نعم لا تقية ولا اسرار مصونة يجب حفظها في التصوف الاسلامي العظيم

نعم لا تقية ولا اسرار مصونة يجب حفظها في التصوف الاسلامي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام على سيدنا محمد حبيب رب العالمين..وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين ..وبعد
اذا كان التصوف الاسلامي هو التطبيق العملي للاسلام العظيم..اي للكتاب الكريم وللسنة المطهرة ..اي ايمان واسلام واحسان..واذا كان التصوف يركز على مقام الاحسان فانه لا يهمل ابدا الايمان ولا الاسلام..اي هو شريعة وحقيقة معا..وهذا مذكور في مقدمات امهات كتبهم كرسالة القشيرى واحياءعلوم الدين للامام الغزالي وفتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني وكتاب حقائق عن التصوف لفضلية الشيخ عبد القادر عيسى .. رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم اجمعين..
واذا كان القرءان الكريم يدعو صراحة الى عدم كتمان ما انزل الله من ايات كريمة .كلها دون نقصان ..المحكم منها والمتشابه ..وامرنا بالايمان وتطبيق المحكم منها..وبالايمان بالمتشابه منها وتسليم امرها الى الله تعالى وعدم محاولة تأويلها.. لان تأويلها الصحيح عند الله تعالى .ولكن كان دأب الذين في قلوبهم مرض هو اتباع ما تشابه من القرءان الكريم ومحاولة تفسيره وتأويله ..وترك الايات المحكمة الواضحة البينة.. ..والله تعالى يأمر بالايمان بالكتاب كله دون نقصان ..وينعى على من كان قبلنا اللذين أمنوا ببعض الكتاب وكفرو ا بالبعض الاخر.
وبالتالي فليس هناك تقية او اسرار مصونة ولا اشياء موهومة يجب كتمانها بالتصوف..وحتى الكلام في الكشوفات والتجليات يستطيع المتصوف الان - عند الضرورة – التعبير عنها بتعابير شرعية معقولة .. والا يكون النقص والعجز منه ..وليس منهما..والشرع الحنيف هو المقياس والضابط لهذه الامور.وليس صحيحا ان المتصوفة يعتقدون بالحلول والاتحاد سرا ..اي ان روح الانسان هي جزء من روح الله .او هي الله تعالى ..اوان الله تعالى حل في الانسان .. او ان الانسان له اقنومان او جانبان انساني والهي ... ولكنهم يخفون ذالك عن العامة... تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
لان الله تعالى ليس هو روحا لان الروح مخلوقة مثل الجسم والهواء.والله ليس كمثله شيء .والصوفية لا يقولون بذالك الهراء ابدا ..لا سرا ولا علنا...
.وليس صحيحا ان الحلاج قد باح بالسر المصون فتم قتله..فلا اسرا ر مخفية بالتصوف..وانما الذي يخالف الشرع الحنيف بكلامه فانه يحاسب بالدنيا على تصريحه واقراره..واما عند الله فهو اعلم به..
ونظن خيرا بالمسلمين ولا نكفر احدا ابدا..لشبهة اوشطحة او عبارة قالها في حالة خاصة به ..وقد قتل الحلاج مظلوما مثل ابن عربي رضي الله عنهما..ومع ذلك فتلك امة قد خلت..ونأخذ العبرة منها ليس أكثر للمستقبل
وبالتالي فلا تقية في الاسلام العظيم .اي لا تقية في التصوف الاسلامي..وليس له ظاهر وباطن في العصر الحاضر..اي ليس له علوم يتداولها الصوفية فيما بينهم وفي حلقاتهم الخاصة وتكون مخالفة للشريعة ..وامام الناس فقط يتظاهرون انهم يحترمون الشريعة.
.واذا كان في وقت مضى ولظروف خاصة بهم..ولسيادة الجهل في اوساط كثير من الناس .فكان بعض الصوفية يأمرون بحفظ بعض علوم التصوف واحواله عن العامة حتى لا يساء فهمه وتأويله ..فانه لا مبرر على الاطلاق الان وفي عصر الانترنت والانفتاح والتعدد وعلوم التنويم المغناطيسي وعلوم التيليباثي وعلوم الباراسيكولوجي..التي تحدثت عن الانسان والروح والفضاء والاثير والاجرام.. والعلاقة بين انسان ما واخيه الانسان.. من الناحية النفسية والروحة والعقلية والمعنوية..وكل هذه العلوم الحديثة تؤيد وتتوافق مع الشريعة الاسلامية او لم تتعارض معها ..ومع مضمون التصوف الاسلامي.وحتى الصلة الروحية بين المريد وشيخه ..او بين المسلم والرسول محمد صلى الله عليه وسلم او بين مطلق انسان وانسان اخر.. قد اصبح هناك ما يفسرها علميا ويؤيدها منطقيا..او يلقى نظرة عليها معقولة على الاقل..
فلا المريد يعبد الشيخ.. ولا المسلمون يعبدون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.ولا الشيخ يعلم الغيب او يتصرف بالاكوان.. ولا هناك سر للقدر الالهي مخبأ عند الشيخ ويجب عليه حفظ سره المصون .انما القدر هو سر الله تعالى..وموجود عند الهق تعالى فقط .. وامرنا بان لا نخوض او نسترسل به فقط ..والله تعالى فقط هو من لا يسأل عما يفعل ..وباقي البشر هم يسألون....ورسوله الاعظم محمد هو فقط المعصوم..ومن سواه من البشر ..سواء في ذالك العالم والعارف والقطب والغوث والابدال رضي الله عنهم جميعهم ..فانهم يسألون عما يفعلون وعما يقولون وعما يستشعرون..ونقيسه على الكتاب الكريم والسنة المطهرة ..فان وافقهما فاننا نأخذ به.وان خالفهما ..لا نأخذ به ونرميه عرض الحائط ودون أي وجل او خوف..لانه هكذا أمرنا شيوخ التصوف رضي الله عنهم اجمعين. وهذاهو حكم الشريعة الغراء .. وان مناقشة كلام أي عالم أي شيخ او عارف.. وقياسه على الشريعة ..لا يعد انتقاص من قيمة هذا العارف ابدا ولا يعد اساءة ادب معه على الاطلاق.ولا ينقص من قيمة أي عارف بالله تعالى اذا رفضنا من كلامه ما يخالف الشريعة ..لانه غير معصوم..وهذا هي الحقيقة التي يجب تكرارها على الدوام..
وارجو من الجميع عدم اتخاذ اي عالم او عارف حجة للاختباء وراءه او اتخاذه ستارا لتبرير أي فكرة او قول مخالف للشريعة .فنحن نقيس الرجال بالحق .وليس مثل غلاة الشيعة. الذين يقيسون الحق بالرجال...لذاك وقعوا بالمخالفات الشرعية العديدة..
ولنا قدوة بالقرءان الكريم حيث عبر الله تعالى عن معان سامية ومشاعر فياضة وروحانية عالية وتجليات ربانية مبهرة بتعابير معجزة وبدون طلاسم او احجيات..فقال عز من قائل: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون.).وقال: (الا بذكر الله تطمئن القلوب)..وقال : (ثم دنى فتدلى .فكان قاب قوسين او ادنى.. فاوحى الى عبده ما أوحى ..ما كذب الفؤاد ما رأى .افتمارونه على ما يرى ولقد رأه نزلة اخرى. عند سترة المنتهى .عندها جنة الماوى. اذ يغشى السدرة مايغشى. ما زاغ البصر وما طغى . لقد رأى من ايات ربه الكبرى)...(.ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا ..)..( حور مقصورات بالخيام)(يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكاس من معين .لا يصدعون عنها ولا ينزفون.وفاكهة مما يتخيرون.ولحم طير ما يشتهون ..وحور عين كامثال اللولؤ المكنون ..)(انا انشأناهن انشاءا فجعلناهن ابكارا عربا اترابا..) (فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم ..)
وارجو من الاخوة الصوفية والسادة الاكارم ان لا ينسوا اننا في القرن الواحد والعشرين.وفي عصر الانترنت..والفضاءات المفتوحة..والكتب الصوفية المعروضة . وامام الهجمة الشرسة على التصوف الاسلامي العظيم من جهات عديدة حاقدة..لذا كان لزاما علينا ان نكون واضحين وحذرين وصريحين..ونبين الحقيقة كاملة وباسلوب عصري بان التصوف الاسلامي هو الاسلام كاملا غير منقوص..لا غير ..فلا اصول هندية ولا جذور فارسية او اغريقية ولا خرافات او اسرائيليات فيه ابدا..وان فكرة حفظ السر والسر المصون التي كانت سائدة في اوقات ماضية لا تصلح الان ابدا..بل قد يساء فهمها وتعطي نتائج عكسية ومسيئة للاسلام والتصوف .والدليل على ذالك هو.. ما يكتب عن هذا الموضوع في عشرات المواقع الحاقدة ....
..والله اعلم..
والحمد لله رب العالمين.