- المعتز بالله
- عدد المساهمات : 183
نقاط : 504
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : المشرف العام
ن اعتقاد الصوفية هو اعتقاد أهل السنة والجماعة أي عقيدة ابي جعفر الطحاوي رضي الله عنه0
الخميس يناير 05, 2012 10:34 am
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد00
ا0
فقد قام أناس في هذا العصر بترويج الأكاذيب الملفقة بأن طرق الصوفية ليست من الاسلام في شئ، بل هي أثر عقائد الفلسفة اليونانية والهندية، وقولهم هذا يكفر أكثر الأمة الاسلامية التي تتبع طريق القوم، ولا تجتمع أمة الاسلام على الضلال،
وقد انبرى للدفاع عن هذه الطائفة الكريمة الكثير من الأكابر وذلك في بيان أنهم على منهج الإسلام بل هم علماء الإسلام، والمتتبع لعلومهم في العقيدة يعلم أنهم على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لم يخالفوا ولم ينحرفوا، لا في العقيدة ولا في الأحكام، ولا في الأعمال ولا في الآداب النبوية الشريفة، وإليك ما جمعناه لك بهذا الخصوص:.
يقول الشيخ أبو بكر الكلاباذي في بيان عقيدة أهل التصوف بعد كلام له: "وذلك بعد إحكام علم التوحيد والمعرفة على طريق الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح عليه القدر الذي يتيقن بصحة ما عليه أهل السنة والجماعة، فان وُفق في نفي شبه التشبيه التي تعترضه من خاطر أو ناظر فذاك.
واعلم أن الصوفية أجمعوا على أن الله واحد، فرد صمد، قديم عالم، قادر حي، سميع بصير، عزيز عظيم، جواد رؤوف، متكبر جبار، باق أول، إله مالك رب، رحمن رحيم، مريد حكيم، متكلم خالق رازق، موصوف بكل كمال يليق به، منزه عن كل نقص في حقه، لم يزل قديما بأسمائه وصفاته، غير مشابه للخلق بوجه من الوجوه، لا يشبه ذاته الذوات، ولا صفاته الصفات، لا يجري عليه شيء من سمات المخلوقين الدالة على حدوثهم، موجودا قبل كل شيء، لا قديم غيره، ولا إله سواه، ليس بجسم ولا شبح، ولا صورة ولا شخص، ولا جوهر ولا عرض، لا اجتماع له ولا افتراق، لا يتحرك ولا يسكن، ولا ينقص ولا يزيد، ليس بذي أبعاض ولا أجزاء، ولا جوارح ولا أعضاء، ولا بذي جهات ولا أماكن، لا تجري عليه الآفات ولا تأخذه السنات، ولا تداوله الأوقات ولا تعينه الإشارات، ولا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، ولا تجوز عليه المماسة ولا العزلة، ولا الحلول في الأماكن، ولا تحيط به الأفكار ولا تحجبه الأستار، ولا تدركه الأبصار، وأجمعوا أن لله صفات على الحقيقة، هو بها موصوف من العلم والقدرة والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام، وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر،
وأن له سمعا وبصرا ليسا كالأسماع والأبصار، وأنها ليست هي هو ولا غيره، بل هي صفات الذات، وقد أجمعوا على أنه لا تدركه العيون، ولا تهجم عليه الظنون، ولا تتغير صفاته ولا تتبدل أسماؤه، لم يزل كذلك، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
وقال الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه: "نزهوا الله عن صفات المحدثين، وسمات المخلوقين، وطهروا عقائدهم عن تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول والنزول والاتيان والانتقال".
.
قال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي ما نصه: "الواجب علينا أن نعتقد أنّ ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال".
وقال أيضا: "فترى أقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس كقول قائلهم: ينزل بذاته الى السماء وينتقل، وهذا منهم ردىء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل" اهـ.
وقال أيضا: "كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك، وانّما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج الى جهة، واذ ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان" اهـ.
.
وقال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي (1287هـ) ما نصه: "الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن ليس كمثله شيء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات" انتهى باختصار.
وقال الرفاعي: "التوحيد وجدان تعظيم في القلب يمنع من التعطيل والتشبيه" اهـ.
ويَنقل الامام الشعراني عن علي الخواص قوله: "لا يجوز أن يقال إنّه تعالى في كل مكان كما تقول المعتزلة القدرية" اهـ.
وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه : "وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتها في التوحيد:
"ان الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبه شىء من المخلوقات، ليس بجسم ولا جوهر، ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام، ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان" انتهى باختصار.
وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الأشعري ما نصه: "تعالى – أي الله – عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان" اهـ.
ويقول الامام القشيري: "اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف، وأهل السنة من توحيد، ليس فيه تمثيل ولا تعطيل" اهـ.
ويقول مقدم الصوفية الجنيد البغدادي: "التوحيد افراد القديم من المحدث" اهـ.
ويقول الامام الشيخ أحمد الرفاعي الكبير:
"صونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة فانّ ذلك من أصول الكفر" اهـ.
وقال رضي الله عنه أيضا: "فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دلّ عليه ظاهره، وتفويض معناه المراد الى الحق تعالى وتقدس" اهـ.
وقال أيضا: "ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب، والمتشابه لا يعارض المحكم" اهـ.
وقال رضي الله عنه: "أصموا أسماعكم عن علم الوحدة، وعلم الفلاسفة، وما شاكلهم فانّ هذه العلوم مزالق الأقدام الى النار" اهـ.
وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من زعم أنّ الهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" اهـ.
وقال أبو بكر الشبلي: "الله الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف سبحانه لا حد لذاته ولا حرف لكلامه" اهـ.
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي: "من زعم أن الله يسكن السماء، أو أنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر" اهـ.
ويقول أيضا:
معرفة الله عليك تفترض بأنه لا جوهر ولا عرض
وليس يحويه مكان لا ولا تـدركه العقول جل وعلا
لا ذاتـه يـشبه الذوات ولا حكت صفاته الصفات
واعلم أن التصوف الحقيقي هو حق وصدق، وموافق لما عليه أهل السنة والجماعة من العقيدة الصافية و خاليا من شوائب التشبيه والتكييف، ومما يدلنا على ذلك ما روي أن السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، كان صوفيا كبيرا محبا لأهل التصوف مقربا لهم وها هو يأمر بأن تذاع عقيدة أهل السنة والجماعة على ما قرره الامام أبو الحسن الأشعري رحمه الله على المآذن،.
يقول الناظم محمد بن هبة البرمكي وهو من علماء القرن السادس الهجري:
فـهـذه قـواعـد الـعقائد ذكـرت منها معظم المقاصد
جـمـعتها لـلملك الأمـين الناصر الغازي صلاح الدين
الى أن يقول:
وصانع العالم فرد صمد ليس له في خلقه مساعد
جلّ عن الشريك والأولاد وعز عن نقيصة الأنداد
ويقول عن الله عز وجل:
هـو قـديم ما له ابتداء ودائـم لـيس لـه انتهاء
لأن كـل ما استقر قدمه فيستحيل في العقول عدمه
ويقول في تنزيه الله عن الحد والمكان:
وصـانع الـعالم لا يـحويه قطر تعالى الله عن تشبيه
قـد كـان موجودا ولا مكانا وحـكمه الآن عـلى ما كان
سـبحانه جـل عـن المكان وعـزّ عـن تـغير الزمان
فـقد غـلا وزاد فـي الغلو مـن خـصه بـجهة الـعلو
وحـصر الصانع في السماء مـبدعها والعرش فوق الماء
وأثـبـتوا لـذاته الـتحيزا قد ضلّ ذو التشبيه فيما جوّزا
ويقول في تأويل ما تشابه من القرءان:
إعـلم أصـبت نهج الخلاص وفـزت بالتوحيد والاخلاص
أنّ الـذي يـؤمن بـالرحمن يـثبت ما قد جاء في القرءان
مـن سائر الصفات والتنزيه عـن سنن التعطيل والتشبيه
مـن غـير تجسيم ولا تكييف لـما أتـى فـيه ولا تحريف
فـإن مـن كـيّف شيئا منها زاغ عـن الـحق وضلّ عنها
وهـكذا مـا جاء في الأخبار عـن النبي المصطفى المختار
فـكل مـا يُروى عن الآحاد في النص في التجسيم والالحاد
فـاضرب به وجه الذي رواه واقـطـع بـأنه قـد افـتراه
فـاحفظ حـديث هذه الأصولا ثـم الـزمها ودع الـفضولا
وقيل في ذم عقيدة الوحدة المطلقة الفاسدة:
قال الشيخ الصيادي الرفاعي رحمه الله تعالى :
دعك من وهم أهل الوحدة المطلقةْ وافهم رموز الجمع والتفرقةْ
كـل اتـحاد حـكمه باطل وشـاهد الـظاهر قد مزّقه
مـن غـيّر الأيـام أحواله وشـيبت رغـما له مفرقه
ثـم حـنته ثـم طاحت به تحت الثرى في حفرة مغلقة
ومـن يرى الفقر يرى العنا وتـعتريه الـنوب الـمقلقة
وكـل وقـت كـله حاجة لـثوبه والـخبز والـملعقة
وتـكتنفه فـي الخلا وحشة ويـتزره الأنـس بالطقطقة
يـبول مـقهورا وتلوي به لـنـومه جـثته الـمعرقة
يـكون عين الله عز اسمه حاشا وذا من دنس الزندقة
فـنزه الخالق عن قول من أشرك واطرح هذه الشقشقة
مـا وحّـد اللهَ تعالى امرؤ مـعتقد الـوحدة الـمطلقة
براءة أهل التصوف من عقيدة الحلول والوحدة المطلقة
يقول الله تبارك وتعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا } [سورة الأنعام].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كذبا عليَّ ليس ككذب على أحد". رواه البخاري.
إعلم ثبتك الله على الحق أن الغلو في الدين ممنوع، والغلو مجاوزة الحد، ومن الغلو ما هو كفر وخروج عن الملة المحمدية كادعاء بعضهم أنه لا يحصل شيء في العالم إلا بتصرف الشيخ نعوذ بالله من الكفر.
واعلم أن الانحراف عن الإسلام بدعوى التصوف غير مقبول، وقد رفضه أشياخ هذه الطائفة الكريمة، فقد حذروا مرارا وتكرارا من المنحرفين القائلين بوحدة الوجود والقائلين بالحلول والمغالين في المشايخ إلى حد مخالفة الشرع الحنيف. وهم أهل الحلول والوحدة المطلقة0
وإننا نذكر في هذا الموضع ما ورد نسبته إلى بعض الأكابر من الافتراءات مما لا يليق بهم ولا بأمثالهم مع بيان فساد معتقد مدعي التصوف القائلين بالحلول والوحدة المطلقة..
وقال الشيخ أحمد الرفاعي: "لفظتان ثلمتان في الدين القول بالوحدة، والشطح المجاوز لحدّ التحدث بالنعمة".إ.هـ
افتراؤهم على الشيخ عبد القادر الجيلاني ما يلي:
ما ورد في قصيدة عبد الكريم الجيلي التي رويّها "العين المضمومة" ومن جملتها:
قطعت الورى من نفس ذاتك قطعة ... وما أنت مقطوع ولا أنت قاطع
فانه لفظ لا يجوز إطلاقه على الله تعالى مطلقا بل هو كفر وضلال.
وما يجب التحذير منه كتاب "الانسان الكامل" المنسوب لعبد الكريم الجيلي، ومنظومة تسمى "العينية" تقع في ثمانمائة بيت فيها كلام صريح بالكفر كهذه الأبيات:
وما الكون في التمثال الا كثلجة ... وأنت لها الماء الذي فيه نابع
وما الكون في التحقيق غيرا لمائه ... وغيران في حكم دعته الشرائع
ففي البيت الأول حلول أي أن الله بزعمه حال في العالم حلول ماء الثلج في الثلج، وفي الثاني أن العالم والله شىء واحد أي ليس الله غيرا للعالم بل هو عين العالم فيما يزعم والعياذ بالله تعالى، وهاتان العقيدتان عقيدة الوحدة المطلقة وعقيدة الحلول أي حلول الله في الخلق وعقيدة الطبائعيين الذين يقولون لا اله والعالم مادة. أشد الكفر والعياذ بالله.
وكذلك ما نسبوه افتراء إلى الشيخ عبد القادر ما ورد في كتاب "الفيوضات الربانية في مآثر الطريقة القادرية" فانّ فيه كلاما مفترى على الشيخ عبد القادر الجيلاني، ويوجد فيه من الكلمات الشاذة التي لا تليق بالشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ما لايوجد في كتب الشيخ عبد القادر الصحيحة النسبة اليه، فانّ للشيخ عبد القادر كتابا مشهورا اسمه "الغنية" في الفقه الحنبلي لأنه حنبلي المذهب، وهذا الكتاب ثابت أنه من تأليفه لكن مجسمة الحنابلة الذين يعتقدون أن الله جسم ساكن جهة فوق أدخلوا عليه مسائل افتروا عليه فيها أنه يقول: "ان الله ساكن في جهة فوق"، وافتروا عليه بأنه يقول: "بأنّ حروف المعجم قديمة" أي ليس لوجودها ابتداء وهذا خلاف عقيدة أهل السنة، فانّ عقيدة أهل السنة أنّه لا موجود أزلي قديم ليس لوجوده ابتداء الا الله، والحروف مخلوقة حادثة، والأصوات حادثة. وهو رضي الله عنه لا يخالف في العقيدة شيئا مما عليه أهل السنة السلف والخلف من أن الله تعالى متكلم بكلام لا يشبه كلام الخلق، ومعلوم أن كلام الخلق حرف وصوت حادثان يوجدان شيئا بعد شىء وهذه صفة البشر، والله تعالى متعال منزه عن كل ما هو من صفات البشر انّما هو متكلم بكلام ليس حرفا ولا صوتا.
وليس القرءان شيئا قرأه الله بحرف وصوت على جبريل ،انّما القرءان كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ بأن أمر القلم الأعلى فجرى وكتب القرآن وغيره من الكتب السماوية. وأمر جبريل بأن يأخذه ويقرأه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحرف والصوت بدليل قوله تعالى: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)} [سورة الحاقة] والضمير في: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)} يعود لجبريل باتفاق المفسرين، ومعنى الآية أن القرءان شىء قرأه جبريل. والذي نعتقده أن الجيلاني بريء من مثل هذه الأقوال.
وما نُسب للشيخ لا يقول به أقل المسلمين في الدين فكيف بالشيخ عبد القادر الذي هو من أكبر الأقطاب، كيف يقول بأن الله ساكن السماء والله تعالى يقول: { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (31)} [سورة النجم] أي كلّ متحيز في السموات والأرض فهو ملك لله مخلوق لله حادث وُجدَ بعد أن لم يكن موجودا. فكيف يخفى هذا الحق على القطب الكبير الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، انّما مشبهة الحنابلة دسوا عليه في كتابه هذه المقالات ليوهموا الناس أن الشيخ عبد القادر على عقيدتهم عقيدة التشبيه..
ومما في هذا الكتاب أيضا من الافتراءات ايهام أن الله تعالى أوصى الى الشيخ عبد القادر وخاطبه بكلمات عديدة يقولون لها الغوثية بهذه الصيغة: "يا غوث الأعظم الأمر كذا وكذا"، ومما فيه: "يا غوث الأعظم أكل الفقراء أكلي وشربهم شربي" وهذا من أشنع الكفر، وهذا اللفظ متكرر فيه "يا غوث الأعظم".
قال الشيخ أبو الهدى الصيادي في كتابه الطريقة الرفاعية ما نصه: فقد عزوا للقطب الجليل الفرد الأصيل خزانة الكمالات والمعاني أبي صالح محي الدين السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه الكثير من الكلمات التي لم تصدر منه ولم تنقل بسند صحيح عنه مثل الكلمات المكذوبة التي سمّوها فهو عطّر الله مرقده بعيد عنها وبرىء منها.
وهذا الكتاب المسمى "الفيوضات الربانية" ألفه اسماعيل القادري الكيلاني من أهل القرن الثالث عشر، ومؤلفه ليس من العلماء فقد نسب الى الشيخ عبد القادر قصيدتين احداهما ميمية والأخرى نونية.
ففي القصيدة الميمية يوجد هذا البيت:
كل قطب يطوف بالبيت سبعا ... وأنا البيت طائف بخيامي
فهذا الكلام أي أن الكعبة تترك مكة وتذهب الى العراق لتطوف بخيام الشيخ عبد القادر لا يقوله الا كذاب وقح . وقولهم هذا فيه أن صلوات المسلمين لمّا تنتقل الكعبة لتطوف بالجيلاني غير صحيحة لأنهم يكونون قد اتجهوا الى غير الكعبة وفي ذلك القول بأن المسلمين باجماعهم جهّال وصلواتهم فاسدة ولا يقول بذلك عاقل.
ومثل هذا الكلام مذكور في كتاب "روض الرياحين" ونص عبارته: "وقد سمعنا سماعا محققا أن جماعة شاهدت الكعبة تطوف بهم طوافا محققا . اهـ. هو دس على مؤلفه..
وأما النونية ففيها هذا البيت:
ولو أنني ألقيت سري على لظى ... لأطفئت النيران من عُظم برهاني
وهذا ردّ للنصوص لا يقوله مؤمن عرف أن الله خلق الجنة والنار للبقاء فلا تفنيان أبد الآباد، وأن نار جهنم لا يلحقها انطفاء أبدا، هذه عقيدة كل مسلم، فكيف تجرأ هذا المفتري على نسبة هذا الكلام الى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه.
ومن الكتب التي فيها دس كثير على الشيخ عبد القادر كتاب "بهجة الأسرار ومعدن الأنوار" لعليّ الشطنوفي المصري، وهذا المؤلف يركب أسانيد باطلة ليروج ما ينسبه الى الشيخ عبد القادر وليوهم الناس أن هذا الكلام الذي ينسبه اليه صحيح مسند. وقد نص الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره في الدرر الكامنة وطبقات القراء أن الشطنوفي مؤلف "بهجة الأسرار" ذكر في كتابه هذا ما لا يصح اسناده للشيخ الجيلاني رضي الله عنه.
ومن جملة ما فيه من الكذب عليه قوله: ان الشيخ عبد القادر قال: "قدمي هذه على رقبة كل ولي" وقد بين أن هذه الكلمة مدسوسة على الشيخ عبد القادر الامام الجليل سراج الدين المخزومي في كتابه "صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار" وذكر فيه من كذب هذا الرجل في نسبة هذا الكلام الى الشيخ عبد القادر.
وقد ورد هذا القول المكذوب "قدمي هذه على رقبة كل ولي" في كتاب "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي، فقد أطال المؤلف النفس في إثبات نسبة ذلك إلى الشيخ عبدالقادر ولا صحة لها، والعجب كيف صحح ابن حجر نسبتها إليه، وهي كلمة التعالي والترفع، والأولياء من أكثر الناس أدبا مع الله، وهم من أكثر الناس تواضعا، وهذه ليست من باب التحدث بنعمة الله، وحاشا أن يقول ذلك الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه..
ثم قال الصيادي بعد ذلك ما نصه: "وأما هذه الكلمة التي بنى الشطنوفي عليها كتابه البهجة وهي إسناد قول: "قدمي هذه على رقبة كل ولي" أن الحافظ ابن رجب الحنبلي والامام العز الفاروثي الشافعي والذهبي والتقي الواسطي وابن كثير والكثير من الأكابر قد أنكروها وبرءوا الشيخ عبد القادر وقالوا إنها من موضوعات الشطنوفي وإنها لم تنقل بسند صحيح يعتمد عليه" اهـ.
ومما يشبه هذا الكلام الفاسد الذي يؤدي بقائله إلى الكفر والعياذ بالله تعالى ما اشتهر عن جماعة الشيخ قطب الصومالي المشهور من كلمات يرددونها في مجالسهم وعندما يخرجون الى مكان وهي:
ان لشيخي تسعة وتسعين اسما ... كَسُمى ذي الجلال في استجاب الدعاء
يعني قائل هذه الكلمتين الشيخ عبد القادر فيصفه بأن له تسعة وتسعين اسما كأسماء الله تعالى تسعة وتسعين في استجابة الدعاء، وهذا الكلام فيه تشبيه للشيخ بالله تعالى، وهذه فرية جديدة على الشيخ الجيلاني الجليل، 00
وكذلك من الافتراءات على الشيخ عبد القادر عبارة وردت في كتاب اسمه "الشيخ عبد القادر الجيلاني الإمام الزاهد القدوة" لعبد الرازق الكيلاني فان مؤلفه يقول فيه ما نصه: "يقول الشيخ عبد القادر عن صفة الشيخ المرشد: لا يجوز للشيخ أن يجلس على سجادة النهاية ويقلد بسيف العناية حتى يكمل فيه اثنتا عشر خصلة اثنتان من صفات الله تعالى وهما: أن يكون الشيخ ستارا غفارا".
ومما لا شك فيه ولا ريب أن الشيخ الجليل عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه برىء من مثل هذه الألفاظ، كيف لا وقد اتفق أهل السنة على أن صفات الله أزلية أبدية لا تنتقل الى غيره، فمن ادعى ذلك كفر وذلك لأن الله تعالى موجود أزلي لم يسبقه عدم، أبدي لا يلحقه فناء، وصفاته كذلك، فيستحيل أن يتصف العبد بصفة الرب، ومن المعروف أن الشيخ عبدالقادر الجيلاني من كبار أئمة أهل السنة.
ومما يجب إنكاره ما اعتاده بعض أصحاب الطرق لا سيما بعض المنتسبين للطريقة القادرية من قولهم عند قراءتهم الورد بين المغرب والعشاء وبعد صلاة الصبح جماعة "اللهم أجرنا وأجر والدينا وجميع المسلمين من النار".
هذا الكلام فيه رد للنصوص القرءانية والحديثية، وقد جزم ابن عبد السلام في الأمالي والغزالي بتحريم الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخول النار لأنا نقطع بخبر الله تعالى وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيهم من يدخل النار. وقد نقل قول ابن عبد السلام والغزالي الرمليّ في شرح المنهاج والشوبري في تجريده حاشية الرملي الكبير.
ومن الكلام الرائج عند بعض مدعي التصوف والطريقة والذكر وغيرهم هذه الكلمة "ما الكون إلا القيوم الحي"، وأما نسبتها إلى الشيخ عبد الغني النابلسي في ديوانه وكذا في ديوان الشيخ محي الدين بن عربي فهو محض افتراء ودس وهما بريئان منها ومن مثلها لأنهما من أكابر الموحدين00
ويذكر الشيخ الشعراني أن الشيخ محي الدين بن عربي يقول:
"من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد" ولا يخفى على كل ذي عقل ثاقب أن الكلام الذي فيه أنهما يقولان "ما الكون إلا القيوم الحي" مدسوس على الشيخ محي الدين رضي الله عنه وعلى الشيخ عبد الغني النابلسي الذي قال في بيان كفرالتشبيه وأنه يكفر من اعتقد واحدة منها ما نصه: "أو أنه له الحلول في شىء من الأشياء أو بجميع الأشياء،أو أنه متحد بشئ من الأشياء أو بجميع الأشياء، أو أن الأشياء منحلة منه أو شىء منه، وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله، وسببه الجهل بمعرفة الأمر على ما هو عليه" اهـ.
وكيف ينسب اليه أي إلى الشيخ النابلسي هذا وهو القائل في منظومته في التوحيد:
معرفة الله عليك تفترضْ ... بأنه لا جوهر ولا عَرَضْ
ومما افتري على الشيخ محي الدين بن عربي ما ورد في كتاب منسوب إلى الشيخ محمود أبي الشامات الدمشقي أنه من تأليفه يسمى "الإلهامات الإلهية على الوظيفة اليشرطية" ونص عبارته: قال: "قال سيدي الشيخ محي الدين العربي في كتابه "شرح الوصايا اليوسفية":
يجب على المريد أن يعتقد في شيخه أنه المتحكم في موته وحياته وأن الله تجلى في صورته"، ثم قال: "فمن مات تحت حكم شيخ كامل فان الله لا يتجلى له في القيامة إلا في صورة ذلك الشيخ" اهـ، فهذا الكلام ليس من دين الله وهو مناف للتوحيد الذي هو أصل الدين وأصل التصوف الإسلامي، فما هذا الكلام إلا زندقة وهو كفر صريح لا تأويل له، وهو دس على الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله عنه ولا يتفوه الشيخ رضي الله عنه بمثل هذا الكلام المنافي للتوحيد ولعقيدة المسلمين.
وأما قوله في نفس الكتاب: "وقد ألف السادة الصوفية نفعنا الله بهم الكتب والرسائل في إثبات وحدة الوجود وأقاموا الأدلة النقلية والعقلية على إثباتها" فما هو إلا محض افتراء على السادة الصوفية، ومردود لأن الصوفية الصادقين كالإمام الجنيد البغدادي والإمام أحمد الرفاعي والإمام عبدالقادر الجيلاني والإمام محي الدين بن عربي رضي الله عنهم وأمثالهم قد حذروا من مثل هذه الكلمات ومن هذه العقيدة الفاسدة كالقول والاعتقاد بالوحدة المطلقة والحلول والشطح المجاوز لدين الله تعالى ولهم نصوص مشهورة في التحذير من مثل هذه المنكرات.
ومما يجب التحذير منه قول بعض جهلة المتصوفة إذا نوقشوا بمسئلة شرعية غلطوا فيها "هذا صح كشفا" ونحو ذلك كما في كتاب "الفتح الرباني والفيض الرحماني" والمسمى أيضا "بأسرار الشريعة" المنسوب للشيخ عبد الغني النابلسي ونصه: "أما ما ذهب اليه الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية وغيره من أن عذاب الكفار في النار ينقلب عذوبة فيتلذذون به بعد انقضاء مدة الآلام فهو أمر مبني على الكشف عن أسرار الحقائق الأخروية، وقيل: ليس في هذا مخالفة كما ذكرناه من مذهب الجمهور أن عذاب الكفار في النار دائم أبدي، وفيه: إن الله يتجلى لأهل النار بصفة الجلال اهـ، وهذا الكلام باطل فإن إلهام الولي ليس من أسباب العلم القطعي فهو ليس بحجة كما ذكر ذلك النسفي، والمنام أقل شأنا،
قال الإمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية رضي الله عنه:
"ربما تخطر لي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل من الكتاب والسنة" والنكتة: هي الوارد أي الإلهام.
وهذ الكلام المنسوب كذبا وافتراءا على الشيخ محي الدين بن عربي باطل وهو يخالف صريح القرءان والسنة الصحيحة وإجماع المسلمين.
أما مخالفته للآيات القرءانية الدالة على بقاء الجنة والنار واستمرار عذاب الكفار بلا انقطاع إلى ما لا نهاية كثيرة جدا منها قوله تعالى: { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} [سورة البقرة]. وقوله تعالى: { وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا (36)} [سورة فاطر].
وأما مخالفته للحديث الصحيح الثابت: "يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت" رواه البخاري.
ومن مدعي الطريقة وهو منحرف عن أهل الحقيقة رجل يسمى عبد الله الداغستاني وهو داغستاني الأصل والمنشأ وقد ذكر المحدث الشيخ عبد الله الهرري أن الشيخ محمد زاهد النقشبندي قال عنه أي عن الداغستاني : "ليس سنّيا وإنه خرج من بلاده وادعى أنه سني نقشبندي الطريقة وهو مقطوع ليس موصولا"، وله كتاب اسمه "الوصية" وقد ملأه بالفساد والضلال مما يلزمنا التحذير منه. وقد قال الداغستاني في أول كتابه هذا ما نصه: "يقول مولانا الشيخ الذي سيفوز في هذا الزمان بما لم يفز به الأولون من الخلوات والرياضات ومن الجهاد الأصغر والأكبر والذي سينال درجة عليا ورتبة كبرى لم ينلها الأنبياء ولا الصحابة" إهـ، وهذه جرأة تتضمن دعوى أفضليته على الأنبياء ما تجرأها أحد ولم يتجرأ أحد من أولياء الله على أن يقارب بينه وبين نبي من الأنبياء فضلا عن دعوى الأفضلية التي ادعاها هذا الرجل.
وهذ الرجل طاماته كثيرة منها أنه نزل من دمشق الى بيروت ليتداوى لعينه في مستشفى الأطباء وفي أثناء مكثه هناك أعطى مقالة للصحافة في جريدة الأنوار اللبنانية قال فيها: إني متّ قبل هذا فجاء أربعة وعشرون ألف نبي فأخذوا روحي وداروا بها في الجنة ثم ردوني إلى الدنيا ثم أنا لا أموت إلا بعد ظهور المهدي بسبع سنين. ثم أماته الله بعد هذه المقالة بنحو ثلاثة أشهر أو أربعة حُملَت جنازته إلى دمشق فدفن هناك.
وله مريد اسمه "ناظم القبرصلي" أو القبرصي الذي سمى نفسه "ناظم الحقاني" وهو مثل شيخه في نشر الضلال، وقد قلد شيخه الداغستاني فقد ذكر في هذه الرسالة المسماة "الوصية" ويزيد فقال في موضع منها ما نصه: لو قرأ الكافر فاتحة الكتاب ولو مرة واحدة في حياته لا يخرج من الدنيا إلا وينال قسما من تلك العناية لأن الله لا يفرق بين كافر أو فاسق أو مؤمن أو مسلم بل كلهم على السوية. اهـ. إلى غير ذلك مما حوته هذه الرسالة من الضلال.
نعوذ بالله من الكفر والخسران والافتراء على الله عز وجل ونسأل الله السلامة
بيان أن لفظ آه ليس ذكرا
التحذير من المخالفات التي قد تحصل مع بعض المتصوفة في حلقات الذكر، والتحذير من الذكر بلفظ "ءاه" وأنه ليس من أسماء الله تعالى كما قال بعضهم : إعلم أنّه لم يرد في حديث صحيح ولا ضعيف بل ورد في حديث موضوع لا صحة له ولا إسناد أن "ءاه" اسم من أسماء الله، وإنما الذي ورد بإسناد تالف ساقط ما رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" أن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي مريض يئن فقال: "دعوه يئن فانّ الأنين اسم من أسماء الله". والأنين ألفاظ عدة نحر عشرين كلمة سردها الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح القاموس وعدّ من ألفاظ الأنين: "أوّه"، "ءاووه"، "أوُّوه"، "ءاوياه"، "أوَّتاه"، "أواه" كشداد، و"ءاه"، "أه"، "ءاه" بكسر الهاء"، ثم قال "منهن اثنتان وعشرون لغة كل ذلك كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع أو الحزن" ا.هـ ثم إن علماء اللغة لم يذكر واحد منهم أن واحدا من هذه الألفاظ اسم من أسماء الله،
والله اعلم00
والحمد لله رب العالمين
- اجمالي - اعتقاد الأشعري والماتريدي أي جماعة ابي جعفر الطحاوي هو اعتقاد أهل السنة والجماعة
- مختصر -اجمالي - اعتقاد الأشعري والماتريدي أي جماعة ابي جعفر الطحاوي هو اعتقاد أهل السنة والجماع
- عقيدة التصوف هي عقيدة اهل السنة والجماعة لا غير
- نعم لتصحيح موضوع العقيدة لتتطابق مع عقيدة اهل السنة والجماعة00
- في رحاب بعض مصطلحات الصوفية رضي الله عنهم:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى