- المعتز بالله
- عدد المساهمات : 183
نقاط : 504
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : المشرف العام
حقيقة الانسان وسره المصون 00في القرءان الكريم
الخميس يناير 05, 2012 10:19 am
حقيقة الانسان وسره المصون 00في القرءان الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ..
اللهم صلى على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم 00
والصلاة والسلام على سيدنا محمد حبيب رب العالمين..وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين ..وبعد
قال الله تعالى :
(واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون..وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين .قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم.).البقرة 32
(ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )..ال عمران 59
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها)..الاعراف 189
(ولقد خلقنا الانسان من حمأ مسنون .)الاسراء 26
(اذ قال ربك اني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).ص 72
(اني جاعل في الارض خليفة ) البقرة 30 أي يخلق من آدم وذريته خلائف يخلف بعضهم بعضا.كما قال بعضهم 00
(وهو الذي جعلكم خلائف الارض ) الانعام 165
(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآد م فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )..الاعراف .11-12
صدق بالله العظيم 00
نعم تباينت الاقوال في حقيقة خلق الانسان وسره المصون.فزعم اقوام انه جاء من القرده والحيوانات الدنيا .وزعم اخرون انه قديم ازلي كالمادة..وادعى غيرهم انه جاء صدفة حسب نظريات الفلسفة الوجودية العبثية لسارتر..في كتابه الوجود والعدم.
.وحكى النصارى ان المسيح هو ابن الله .أو هو الله أو هو ثالث ثلاثة( الآب والابن وروح القدس )00
.وادعى اخرون ان حقيقة الانسان وسره المصون هو سر من اسرار الله تعالى لا يجوز ان يوضع في الكتب على وجه التصريح وانما يذكر على وجه الاشارة والتلويح..وزعم ان الله تعالى اظهر قبضة من نوره اللطيف فتكثفت بقدرته ليتهيأ بها التعريف...وزعم اخرون (ان حقيقة الانسان هو روحانيته وهو لطيفة روحانية لاهوتية جبروتية ثم اصبحت قائمة بكثيفة ناسوتية )00 مع ان تعابير لاهوتية وناسوتية غريبة عن الاسلام ..وهي مصطلحات نصرانية ومن صلب عقيدة اللاهوت النصرانية مع الاسف.ولا تمت الى الاسلام بأية صلة 00
.
والمعلوم ان مقام التصوف هو مقام الاحسان وهذا لا يصح بدون ايمان واسلام .اي اصبح التصوف هو الاسلام كاملا00لذالك قال الامام مالك : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق..وقال الجنيد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة..
ولقد صدق ابن عطاء الله عندما قال في الحكم : وصولك الى الله وصولك بالى العلم به والا فجل ربنا ان يتصل بشيء او يتصل به شيء ..وقال نفس المعنى الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب ..
ولقد احسن ابن عجيبة عندما قال :كذ الك سر الربوبية (أي الروح )الذي اودعه الله في الانسان لا يعلم حقيقته على الكمال الا الله تعالى ..وهذا مصداق قوله تعالى :ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا..
ولما كان الكتاب الكريم و السنة الشريفة حجة على جميع الائمة .وليس قول او عمل احد حجة عليهما..والصوفية رضي الله تعالى عنهم هم كغيرهم ممن لم يثبت لهم العصمة ويجوز عليهم الخطأ والنسيان والمعصية كبيرها وصغيرها والبدعة محرمها ومكروهها..بل يجب عرض ما جاء عن الائمة على الكتاب والسنة.. وبذالك وصى شيوخ التصوف الاكارم ..وان ما جاء به صاحب الوجد والكشف والذوق من العلوم والاحوال والفهوم يعرض على الكتاب والسنة فان قبلاه فنعم به والا لم يصح..والواجب التوقف عن الاقتداء والعمل .لانا لم نفهم وجه رجوعه الى القواعد الشرعية كما فهمانا غيره ..ص 95 ابن عجيبة في شرح الحكم .
واذا كان القرءان الكريم يدعو صراحة الى عدم كتمان ما انزل الله من ايات كريمة .كلها دون نقصان ..المحكم منها والمتشابه ..وامرنا بالايمان وتطبيق المحكم منها..وبالايمان بالمتشابه منها وتسليم امرها الى الله تعالى وعدم محاولة تأويلها.. لان تأويلها الصحيح عند الله تعالى .ولكن كان دأب الذين في قلوبهم مرض هو اتباع ما تشابه من القرءان الكريم ومحاولة تفسيره وتأويله ..او اتباع طريق الكشف والالهام طريقا لذلك عبثا...وترك الايات المحكمة الواضحة البينة.. ..والله تعالى يأمر بالايمان بالكتاب كله دون نقصان ..وينعى على من كان قبلنا اللذين أمنوا ببعض الكتاب وكفرو ا بالبعض الاخر.
واذا كان صحيحا ان الروح هي لطيفة نورانية قائمة بالبدن وهي من قبيل المعاني..لكن اصل الروح ليس قطعة نور جبروتي ازلي قديم..لان معنى (ونفخت فيه من روحي) أي من روح حادثة خلقها الله تعالى مثل باق مخلوقات الله تعالى ..والياء في كلمة روحي هي للتشريف والاضافة كما نقول بيت الله او كعبة الله .
وقد احسن احمد ابن عجيبة الحسنى عندما قال ان الادمي مخلوق من العالمين اللطيف والكثيف )..وعندما قال(اصل الروح في اول نشأتها الطهارة والنزاهة لانها من عالم القدس فنعيمها انما هو بذكر ربها وشهوده والقرب من حضرة قدسه).اي ان الروح مخلوقة وليست ازلية بل حادثة.
لكنها لم تكن جزءا من حضرة الله تعالى ابدا..لان ذالك من عقيده النصارى الفاسده. تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا
..وليس صحيحا ان المتصوفة يعتقدون بالحلول والاتحاد سرا ..اي ان روح الانسان هي جزء من روح الله .او هي الله تعالى ..او ان الله تعالى حل في الانسان .. او ان الانسان له اقنومان او جانبان انساني والهي ... ولكنهم يخفون ذالك عن العامة... تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
لان الله تعالى ليس هو روحا لان الروح مخلوقة مثل الجسم والهواء.والله ليس كمثله شيء .والصوفية لا يقولون بذالك الهراء ابدا ..لا سرا ولا علنا...ومن قال ذالك فهو يمثل نفسه فقط وحسابه على الله تعالى ....
وارجو من الاخوة الصوفية والسادة الاكارم ان لاينسوا اننا في القرن الواحد والعشرين.وفي عصرالانترنت..والفضاءات المفتوحة..والكتب الصوفية معروضة جميعها . وامام الهجمة الشرسة على التصوف الاسلامي العظيم من جهات عديدة حاقدة..لذا كان لزاما علينا ان نكون واضحين وحذرين وصريحين..ونبين الحقيقة كاملة وباسلوب عصري بان التصوف الاسلامي هو الاسلام كاملا غير منقوص..لا غير ..فلا اصول هندية ولا جذور فارسية او اغريقية ولا خرافات او اسرائيليات فيه ابدا..وان فكرة حفظ السر والسر المصون التي كانت سائدة في اوقات ماضية لا تصلح الان ابدا.لانه لم يبق هناك أي سر ان كان هناك من سر..وقرءاننا الكريم والايات البينات فيه – التي سبق ذكر بعضها منذ قليل - حول خلق الانسان هي واضحة ايما ايضاح ومن الايات المحكمات الواضحة مثل الشمس ..
وان الاصرار على فكرة الأسرار المفترضة قد يساء فهمها وتعطي نتائج عكسية ومسيئة للاسلام والتصوف .والدليل على ذالك هو.. ما يكتب عن هذا الموضوع في عشرات المواقع الحاقدة .ولا نستطيع غض الطرف عنها لانها حرب اعلامية مفتوحة بين التصوف واعداءه .والحق احق بان يتبع في كل الاحوال ...
. يعني وبكل صراحة ووضوح ومحبة وتواضع وحرقة قلب اقول:
ان دين الاسلام واضح وشريعة الله بينة وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها..لا يزيغ عنها الا هالك..وان فكرة ان الروح المودعة بالانسان او القائمة بها الاشباح والاجسام هي (قطعة نور جبروتي ازلي قديم.(.هي فكرة خطيرة جدا..وهي تناقض تماما قوله تعالى ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد)و( ليس كمثله شيء )و (فلا تضربوا لله الامثال )..
وان محاولة حل ألغاز الايات المتشابهة عن طريق الكشف والالهام بالغاز واشارات ملغومة يسيء للاسلام ولا يفيد في شيء .والتسليم لله تعالى بها هو مطلب رباني وهو الاسلم للجميع ..
ان الانسان (بروحه وجسمه) مخلوق لله تعالى أي حادث وليس قديم ..ويجب ان يكون هذا اضحا تماما دون لبس او غموض او همس او وشوشة أو ألغاز..
بعد هذا نستطيع القول ان الروح هي من عالم المعاني..من عوالم الغيب..من عوالم اللطافة..وهي من امر الله تعالى حسب نص القرءان الكريم..وهي تدرك وهي وهي وهي وهي..وبها يرى الانسان ويسمع بل وبها يسبح ويطير ويحلق ويشعر بقرب الله تعالى وبها قد يرى ما لا يراه الناظرون..كل هذا كلام حسن ومعقول..وكل هذا يمكن للمسلم ان يتحقق منه بالتزامه بالاسلام الكامل ..واقباله على ذكر الله تعالى كثيرا..وتفريغ القلب من الأغيار فيملأه الله بالاسرار. حسب تعبير حكم ابن عجيبة..ولكن هذه الاسرار ليس فيها مخالفات شرعية .بل هي مطابقة للكتاب والسنة الشريفة..لان المخالفات الشرعية تعني الزندقة والعياذ بالله تعالى ..وهذا ما حذر منه جميع شيوخ التصوف الكرام..
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين.
نقلا عن كتاب قصص الانبياء لابن كثير وشرح الحكم العطائية لابن عجيبة بتصرف
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ..
اللهم صلى على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم 00
والصلاة والسلام على سيدنا محمد حبيب رب العالمين..وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين ..وبعد
قال الله تعالى :
(واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون..وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين .قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم.).البقرة 32
(ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )..ال عمران 59
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها)..الاعراف 189
(ولقد خلقنا الانسان من حمأ مسنون .)الاسراء 26
(اذ قال ربك اني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين).ص 72
(اني جاعل في الارض خليفة ) البقرة 30 أي يخلق من آدم وذريته خلائف يخلف بعضهم بعضا.كما قال بعضهم 00
(وهو الذي جعلكم خلائف الارض ) الانعام 165
(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآد م فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )..الاعراف .11-12
صدق بالله العظيم 00
نعم تباينت الاقوال في حقيقة خلق الانسان وسره المصون.فزعم اقوام انه جاء من القرده والحيوانات الدنيا .وزعم اخرون انه قديم ازلي كالمادة..وادعى غيرهم انه جاء صدفة حسب نظريات الفلسفة الوجودية العبثية لسارتر..في كتابه الوجود والعدم.
.وحكى النصارى ان المسيح هو ابن الله .أو هو الله أو هو ثالث ثلاثة( الآب والابن وروح القدس )00
.وادعى اخرون ان حقيقة الانسان وسره المصون هو سر من اسرار الله تعالى لا يجوز ان يوضع في الكتب على وجه التصريح وانما يذكر على وجه الاشارة والتلويح..وزعم ان الله تعالى اظهر قبضة من نوره اللطيف فتكثفت بقدرته ليتهيأ بها التعريف...وزعم اخرون (ان حقيقة الانسان هو روحانيته وهو لطيفة روحانية لاهوتية جبروتية ثم اصبحت قائمة بكثيفة ناسوتية )00 مع ان تعابير لاهوتية وناسوتية غريبة عن الاسلام ..وهي مصطلحات نصرانية ومن صلب عقيدة اللاهوت النصرانية مع الاسف.ولا تمت الى الاسلام بأية صلة 00
.
والمعلوم ان مقام التصوف هو مقام الاحسان وهذا لا يصح بدون ايمان واسلام .اي اصبح التصوف هو الاسلام كاملا00لذالك قال الامام مالك : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق..وقال الجنيد: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة..
ولقد صدق ابن عطاء الله عندما قال في الحكم : وصولك الى الله وصولك بالى العلم به والا فجل ربنا ان يتصل بشيء او يتصل به شيء ..وقال نفس المعنى الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب ..
ولقد احسن ابن عجيبة عندما قال :كذ الك سر الربوبية (أي الروح )الذي اودعه الله في الانسان لا يعلم حقيقته على الكمال الا الله تعالى ..وهذا مصداق قوله تعالى :ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا..
ولما كان الكتاب الكريم و السنة الشريفة حجة على جميع الائمة .وليس قول او عمل احد حجة عليهما..والصوفية رضي الله تعالى عنهم هم كغيرهم ممن لم يثبت لهم العصمة ويجوز عليهم الخطأ والنسيان والمعصية كبيرها وصغيرها والبدعة محرمها ومكروهها..بل يجب عرض ما جاء عن الائمة على الكتاب والسنة.. وبذالك وصى شيوخ التصوف الاكارم ..وان ما جاء به صاحب الوجد والكشف والذوق من العلوم والاحوال والفهوم يعرض على الكتاب والسنة فان قبلاه فنعم به والا لم يصح..والواجب التوقف عن الاقتداء والعمل .لانا لم نفهم وجه رجوعه الى القواعد الشرعية كما فهمانا غيره ..ص 95 ابن عجيبة في شرح الحكم .
واذا كان القرءان الكريم يدعو صراحة الى عدم كتمان ما انزل الله من ايات كريمة .كلها دون نقصان ..المحكم منها والمتشابه ..وامرنا بالايمان وتطبيق المحكم منها..وبالايمان بالمتشابه منها وتسليم امرها الى الله تعالى وعدم محاولة تأويلها.. لان تأويلها الصحيح عند الله تعالى .ولكن كان دأب الذين في قلوبهم مرض هو اتباع ما تشابه من القرءان الكريم ومحاولة تفسيره وتأويله ..او اتباع طريق الكشف والالهام طريقا لذلك عبثا...وترك الايات المحكمة الواضحة البينة.. ..والله تعالى يأمر بالايمان بالكتاب كله دون نقصان ..وينعى على من كان قبلنا اللذين أمنوا ببعض الكتاب وكفرو ا بالبعض الاخر.
واذا كان صحيحا ان الروح هي لطيفة نورانية قائمة بالبدن وهي من قبيل المعاني..لكن اصل الروح ليس قطعة نور جبروتي ازلي قديم..لان معنى (ونفخت فيه من روحي) أي من روح حادثة خلقها الله تعالى مثل باق مخلوقات الله تعالى ..والياء في كلمة روحي هي للتشريف والاضافة كما نقول بيت الله او كعبة الله .
وقد احسن احمد ابن عجيبة الحسنى عندما قال ان الادمي مخلوق من العالمين اللطيف والكثيف )..وعندما قال(اصل الروح في اول نشأتها الطهارة والنزاهة لانها من عالم القدس فنعيمها انما هو بذكر ربها وشهوده والقرب من حضرة قدسه).اي ان الروح مخلوقة وليست ازلية بل حادثة.
لكنها لم تكن جزءا من حضرة الله تعالى ابدا..لان ذالك من عقيده النصارى الفاسده. تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا
..وليس صحيحا ان المتصوفة يعتقدون بالحلول والاتحاد سرا ..اي ان روح الانسان هي جزء من روح الله .او هي الله تعالى ..او ان الله تعالى حل في الانسان .. او ان الانسان له اقنومان او جانبان انساني والهي ... ولكنهم يخفون ذالك عن العامة... تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
لان الله تعالى ليس هو روحا لان الروح مخلوقة مثل الجسم والهواء.والله ليس كمثله شيء .والصوفية لا يقولون بذالك الهراء ابدا ..لا سرا ولا علنا...ومن قال ذالك فهو يمثل نفسه فقط وحسابه على الله تعالى ....
وارجو من الاخوة الصوفية والسادة الاكارم ان لاينسوا اننا في القرن الواحد والعشرين.وفي عصرالانترنت..والفضاءات المفتوحة..والكتب الصوفية معروضة جميعها . وامام الهجمة الشرسة على التصوف الاسلامي العظيم من جهات عديدة حاقدة..لذا كان لزاما علينا ان نكون واضحين وحذرين وصريحين..ونبين الحقيقة كاملة وباسلوب عصري بان التصوف الاسلامي هو الاسلام كاملا غير منقوص..لا غير ..فلا اصول هندية ولا جذور فارسية او اغريقية ولا خرافات او اسرائيليات فيه ابدا..وان فكرة حفظ السر والسر المصون التي كانت سائدة في اوقات ماضية لا تصلح الان ابدا.لانه لم يبق هناك أي سر ان كان هناك من سر..وقرءاننا الكريم والايات البينات فيه – التي سبق ذكر بعضها منذ قليل - حول خلق الانسان هي واضحة ايما ايضاح ومن الايات المحكمات الواضحة مثل الشمس ..
وان الاصرار على فكرة الأسرار المفترضة قد يساء فهمها وتعطي نتائج عكسية ومسيئة للاسلام والتصوف .والدليل على ذالك هو.. ما يكتب عن هذا الموضوع في عشرات المواقع الحاقدة .ولا نستطيع غض الطرف عنها لانها حرب اعلامية مفتوحة بين التصوف واعداءه .والحق احق بان يتبع في كل الاحوال ...
. يعني وبكل صراحة ووضوح ومحبة وتواضع وحرقة قلب اقول:
ان دين الاسلام واضح وشريعة الله بينة وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها..لا يزيغ عنها الا هالك..وان فكرة ان الروح المودعة بالانسان او القائمة بها الاشباح والاجسام هي (قطعة نور جبروتي ازلي قديم.(.هي فكرة خطيرة جدا..وهي تناقض تماما قوله تعالى ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد)و( ليس كمثله شيء )و (فلا تضربوا لله الامثال )..
وان محاولة حل ألغاز الايات المتشابهة عن طريق الكشف والالهام بالغاز واشارات ملغومة يسيء للاسلام ولا يفيد في شيء .والتسليم لله تعالى بها هو مطلب رباني وهو الاسلم للجميع ..
ان الانسان (بروحه وجسمه) مخلوق لله تعالى أي حادث وليس قديم ..ويجب ان يكون هذا اضحا تماما دون لبس او غموض او همس او وشوشة أو ألغاز..
بعد هذا نستطيع القول ان الروح هي من عالم المعاني..من عوالم الغيب..من عوالم اللطافة..وهي من امر الله تعالى حسب نص القرءان الكريم..وهي تدرك وهي وهي وهي وهي..وبها يرى الانسان ويسمع بل وبها يسبح ويطير ويحلق ويشعر بقرب الله تعالى وبها قد يرى ما لا يراه الناظرون..كل هذا كلام حسن ومعقول..وكل هذا يمكن للمسلم ان يتحقق منه بالتزامه بالاسلام الكامل ..واقباله على ذكر الله تعالى كثيرا..وتفريغ القلب من الأغيار فيملأه الله بالاسرار. حسب تعبير حكم ابن عجيبة..ولكن هذه الاسرار ليس فيها مخالفات شرعية .بل هي مطابقة للكتاب والسنة الشريفة..لان المخالفات الشرعية تعني الزندقة والعياذ بالله تعالى ..وهذا ما حذر منه جميع شيوخ التصوف الكرام..
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين.
نقلا عن كتاب قصص الانبياء لابن كثير وشرح الحكم العطائية لابن عجيبة بتصرف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى