- المعتز بالله
- عدد المساهمات : 183
نقاط : 504
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : المشرف العام
في رحاب القول المأثور:من عرف نفسه عرف ربه
الخميس مايو 19, 2011 6:01 pm
في رحاب القول المأثور:من عرف نفسه عرف ربه
بسم الله الرحمن الرحيم 0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله0 وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين00وبعد
قال الشيخ العارف بالله ابن عجيبة في كتابه شرح الحكم العطائية طبعة 1986 الجزء الثاني صفحة 269 ما يلي (( قد اشتهر على السنة كثير من الصوفية ان (من عرف نفسه عرف ربه) حديث وليس كذالك00وانما هو من كلام معاذ الرازي 0حسبما نص عليه الحافظ البدر الزركشي والحافظ السيوطي في الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة ونصه حديث ( من عرف نفسه عرف ربه ) قال النووي :غير ثابت 0وقال السمعاني : هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي اه00 والصوفية رضي الله عنهم لحسن ظنهم كثيرا ما يتساهلون في الأحاديث هكذا)) 0انتهى النقل من كلام الشيخ العارف بالله ابن عجيبة رضي الله عنه 0
اقول :اذن تقرر ان القول ( من عرف نفسه عرف ربه ) هو حديث لاحد العلماء الافاضل هو يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى
0وهذا القول ( من عرف نفسه عرف ربه )صحيح بالاجمال وبديع ايضا 00ولكنه كالسلاح ذي الحدين حيث ان له تفاسير حسنة جدا وله تفاسير غير مقبولة شرعا00
فمن التفاسير الحسنة هو ان النفس الانسانية كما قال الله تعالى واصفا لها ان النفس لامارة بالسوء الا من رحم ربي 0)
وان النفس الامارة بالسوء هي اكبر حجاب للانسان عن الله تعالى 0
وان من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان مزكي لنفوس المؤمنين ( ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة 00)الاية0
وقال الرسول الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والاحمق من اعطى نفسه هواها وتمنى على الله الاماني ) او فيما قال صلى الله عليه وسلم 0
ولقد حثنا الله تعالى على تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن00وان التزكية هي فرض عين على المؤمنين 0والتصوف الاسلامي يركز كثيرا على موضوع تزكية النفوس ، قبل التحقق بمقام الاحسان ،حتى تصبح النفس صالحة للتحلية والاتصاف بمحاسن الاخلاق ، وتحصيل العلم بالله تعالى وصفاته واسمائه عقليا اولا ثم قلبيا روحيا 00
00 قال تعالى( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها)
وقال تعالى( واتقوا الله ويعلمكم الله ) فالتقوى هي احدى اهم وسائل تحصيل العلم الصحيح00
وقال الله تعالى ذاما للذين يتبعون هوى النفس بل يتخذون من هواهم الها من دون الله ( افرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم )00
وان مقام التواضع والعبودية لله تعالى هو اعظم مرتبة واعلى مقام يصل اليه المؤمن في هذه الحياة 0 وقد كانت عبودية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كاملة لله تعالى لذالك قال الله تعالى عنه ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) وقال ايضا ( فأوحى الى عبده ما اوحى00 )
ولقد ابدع الامام الغزالي في الحديث عن صفات النفس الامارة بالسوء وكيفية التخلص منها وعن السبع المهلكات وكيفية تجنبها في كتابه احياء علوم الدين00لذاك اعتبر ان الدخول بالتصوف فرض عين كما ذكر في كتابه المنقذ من الضلال 0وكذالك ابدع الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب بموضوع التعريف بصفات النفس الامارة بالسوء وكيفية تزكيتها 00لانه قلما يمكن للانسان ان يزكي نفسه بدون سلوك التصوف 00مع ان اخرين قالوا انه في حال لم يجد المؤمن شيخا مأذونا يثق به فانه عليه الاعتماد على الارادة والهمة مع الكتاب والسنة لتطبيق امور دينه كما ورد عن الشيخ الحضرمي رحمه الله تعالى قد انقطعت التربية وما بقي الا الهمة والحال فعليكم بالكتاب والسنة ) 00
ولكن ربما كان هذا في عصره ومكانه فقط000كمانقل الشيخ ابن عجيبة 0
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي استغرب من كثرة قيامه وتهجده وهو المغفور له ما تقدم وما تأخر : ( أفلا أكون عبدا شكورا0)
وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة فاتحا لها وراكبا على بغلته كان خافضا للرأس خاشعا لله تعالى اظهارا لكمال خضوعه وتواضعه وانقياده تذللا لله تعالى الذي اكرمه بفتح مكة 0000
وان كمال العبودية لله تعالى كان فقط للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم 0وبقدر ما يتحقق المؤمن بالعبودية لله تعالى يتحرر مما سواه ويكون مع الله قلبيا وروحيا ومع تطبيق شرعه الحنيف00
وبالتزكية تنتقل نفس المؤمن من امارة بالسوء الى لوامة ثم الى راضية ثم الى مرضية ثم الى مطمئنة بالله تعالى ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )00
وكتب القوم سالفة الذكر قد فصلت في هذه المواضيع كثيرا
00
ولكن من التفاسير غير الموفقة التي قيلت عن عبارة (من عرف نفسه عرف ربه 0)هي ما يلي :
1- قال البعض )) قد ظهر لي من سر هذا الحديث ما يجب كشفه ويستحسن وصفه00 وهو وضع هذه الروح في هذه الجثة الجثمانية00 لطيفة لاهوتية مودعة في كثيفة ناسوتية دالة على وحدانيته تعالى) )0
اقول :هذا الخطأ كبير 00لان النفس او الروح هي ليست لطيفة لاهوتية ابدا 00بل هي من امر الله تعالى ومن خلق الله تعالى وان الاية الكريمة ( ونفخت فيه من روحي ) هي لا تعني ابدا ان روح الانسان قطعة من روح الله تعالى 0 باي وجه من الوجوه وان حرف ( من) هنا ليست تبعيضية كما ادعى بعضهم 0وان الله تعالى ليس روحا ابدا0 لان الروح مخلوقة والله هو خالقها والله تعالى ليس له روح وليس هو روحا و (00ليس كمثله شيء )
0كما وان مصطلحات لاهوتية وناسوتية
غير موفقة ابدا لانها قد توحي بمعاني قريبة من العقيدة النصرانية الثالوثية الفاسدة ،التي تقول ان المسيح عليه السلام مؤلف من اقنومين : احدهما لاهوتي والاخر ناسوتي00وان السيد المسيح عليه السلام كان مرة يتغلب عليه الاقنوم اللاهوتي عندما يحيي الموتى 0 ومرة اخرى يتغلب عليه الاقنوم الناسوتي 0 عندما صلبوه 00على حد قولهم السخيف 0
وان ورود هذه العبارات ( لاهوتي وناسوتي )كثيرا في بعض كتب القوم رضي الله عنهم لا يعني ابدا انها صحيحة00فقد تكون اجتهادات خاطئة وغير مقصودة ابدا 00وقد استعمل القرءان الكريم كلمة( رباني )((بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كتنم تدرسون0))0واما عبارات ناسوتي ولاهوتي فلم ترد في أي اية او حديث00 وهنا المجال فيما يخص العقيدة الاسلامية ولا يمكن التساهل فيه ابدا 0
2 – وادعى اخرون (ان هذا الهيكل الانساني لما كان مفتقرا الى محرك ومدبر وهذا الروح يدبره ويحركه 0علمنا ان هذا العالم لا بد له من محرك ومدبر):
اقول : هذا خطأ كبير 0لان الله تعالى هو الذي يحرك الانسان بروحه وجسمه0وان الخلق والامر بيد الله وحده..
كما انه لا يجوز ان نطلق اسم محرك على حضرة الله تعالى لان اسماء الله تعالى توقيفية – غالبا - وان اسم (محرك) ليس من اسماء الله تعالى00
3 – وادعى اخرون ان (الانسان شبه بالصمدانية الازلية لان فيه الاولية والاخرية والباطنية والظاهرية0 فروحه اول الكون وتبقى بعد فنائه وهي ظاهرة بالانسان باطنة فيه 000وان كانت اوصاف الباري عظيمة لا تشبه اوصاف العبد لكن لها شبه ونموذج بالجملة )0((ان النفس بعد التزكية والفتح والوصول تصبح خليفة الله بارضه ويتجلى الله من خلالها وهي تصبح ممحوة باحدية ذاته ) لذالك قال البعض :انا الله 00سبحاني ما اعظم شاني00وان قول( لا اله الا الله هو الحاد) لان فيه اثبات للغير 00)
اقول: ان تشبيه الانسان بالصمداني الازلي هو غير صحيح اطلاقا ومن شطط القول على احس تقدير0لانه تعالى ليس كمثله شيء 00وان الانسان بروحه وجسمه – احدهما او كليهما – ليس شبيها لله تعالى ولا نموذجا عنه ولا نسخة عنه 00فشتان ان يشبه الحادث الفاني المحدود بالله تعالى القديم الازلي 00وقد حذرنا الله تعالى فقال : (فلا تضربوا لله الامثال00)0 ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احدا0)0
ومن العجائب ان جميع شيوخ التصوف رضي الله عنهم قد اوصوا بضرورة عرض جميع اقوالهم وما نسب اليهم على الكتاب والسنة 0وتصحيح ما قد نسب او صدر عنهم كما ورد بذالك صراحة في اغلب كتبهم00ولكن التعصب الاعمى والجهل المطبق جعل البعض يرفض ذالك ويردد كالببغاء00(اذا الشيخ فلان قد قال شيئا فان الحق ما قال فلان )00
ونسي ان العصمة في العقيدة الاسلامية هي فقط لرسول الله صلى الله عليه وسلم 00
والله اعلم 00والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم 0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله0 وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين00وبعد
قال الشيخ العارف بالله ابن عجيبة في كتابه شرح الحكم العطائية طبعة 1986 الجزء الثاني صفحة 269 ما يلي (( قد اشتهر على السنة كثير من الصوفية ان (من عرف نفسه عرف ربه) حديث وليس كذالك00وانما هو من كلام معاذ الرازي 0حسبما نص عليه الحافظ البدر الزركشي والحافظ السيوطي في الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة ونصه حديث ( من عرف نفسه عرف ربه ) قال النووي :غير ثابت 0وقال السمعاني : هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي اه00 والصوفية رضي الله عنهم لحسن ظنهم كثيرا ما يتساهلون في الأحاديث هكذا)) 0انتهى النقل من كلام الشيخ العارف بالله ابن عجيبة رضي الله عنه 0
اقول :اذن تقرر ان القول ( من عرف نفسه عرف ربه ) هو حديث لاحد العلماء الافاضل هو يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى
0وهذا القول ( من عرف نفسه عرف ربه )صحيح بالاجمال وبديع ايضا 00ولكنه كالسلاح ذي الحدين حيث ان له تفاسير حسنة جدا وله تفاسير غير مقبولة شرعا00
فمن التفاسير الحسنة هو ان النفس الانسانية كما قال الله تعالى واصفا لها ان النفس لامارة بالسوء الا من رحم ربي 0)
وان النفس الامارة بالسوء هي اكبر حجاب للانسان عن الله تعالى 0
وان من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان مزكي لنفوس المؤمنين ( ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة 00)الاية0
وقال الرسول الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والاحمق من اعطى نفسه هواها وتمنى على الله الاماني ) او فيما قال صلى الله عليه وسلم 0
ولقد حثنا الله تعالى على تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن00وان التزكية هي فرض عين على المؤمنين 0والتصوف الاسلامي يركز كثيرا على موضوع تزكية النفوس ، قبل التحقق بمقام الاحسان ،حتى تصبح النفس صالحة للتحلية والاتصاف بمحاسن الاخلاق ، وتحصيل العلم بالله تعالى وصفاته واسمائه عقليا اولا ثم قلبيا روحيا 00
00 قال تعالى( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها)
وقال تعالى( واتقوا الله ويعلمكم الله ) فالتقوى هي احدى اهم وسائل تحصيل العلم الصحيح00
وقال الله تعالى ذاما للذين يتبعون هوى النفس بل يتخذون من هواهم الها من دون الله ( افرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم )00
وان مقام التواضع والعبودية لله تعالى هو اعظم مرتبة واعلى مقام يصل اليه المؤمن في هذه الحياة 0 وقد كانت عبودية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كاملة لله تعالى لذالك قال الله تعالى عنه ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) وقال ايضا ( فأوحى الى عبده ما اوحى00 )
ولقد ابدع الامام الغزالي في الحديث عن صفات النفس الامارة بالسوء وكيفية التخلص منها وعن السبع المهلكات وكيفية تجنبها في كتابه احياء علوم الدين00لذاك اعتبر ان الدخول بالتصوف فرض عين كما ذكر في كتابه المنقذ من الضلال 0وكذالك ابدع الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه فتوح الغيب بموضوع التعريف بصفات النفس الامارة بالسوء وكيفية تزكيتها 00لانه قلما يمكن للانسان ان يزكي نفسه بدون سلوك التصوف 00مع ان اخرين قالوا انه في حال لم يجد المؤمن شيخا مأذونا يثق به فانه عليه الاعتماد على الارادة والهمة مع الكتاب والسنة لتطبيق امور دينه كما ورد عن الشيخ الحضرمي رحمه الله تعالى قد انقطعت التربية وما بقي الا الهمة والحال فعليكم بالكتاب والسنة ) 00
ولكن ربما كان هذا في عصره ومكانه فقط000كمانقل الشيخ ابن عجيبة 0
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي استغرب من كثرة قيامه وتهجده وهو المغفور له ما تقدم وما تأخر : ( أفلا أكون عبدا شكورا0)
وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة فاتحا لها وراكبا على بغلته كان خافضا للرأس خاشعا لله تعالى اظهارا لكمال خضوعه وتواضعه وانقياده تذللا لله تعالى الذي اكرمه بفتح مكة 0000
وان كمال العبودية لله تعالى كان فقط للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم 0وبقدر ما يتحقق المؤمن بالعبودية لله تعالى يتحرر مما سواه ويكون مع الله قلبيا وروحيا ومع تطبيق شرعه الحنيف00
وبالتزكية تنتقل نفس المؤمن من امارة بالسوء الى لوامة ثم الى راضية ثم الى مرضية ثم الى مطمئنة بالله تعالى ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )00
وكتب القوم سالفة الذكر قد فصلت في هذه المواضيع كثيرا
00
ولكن من التفاسير غير الموفقة التي قيلت عن عبارة (من عرف نفسه عرف ربه 0)هي ما يلي :
1- قال البعض )) قد ظهر لي من سر هذا الحديث ما يجب كشفه ويستحسن وصفه00 وهو وضع هذه الروح في هذه الجثة الجثمانية00 لطيفة لاهوتية مودعة في كثيفة ناسوتية دالة على وحدانيته تعالى) )0
اقول :هذا الخطأ كبير 00لان النفس او الروح هي ليست لطيفة لاهوتية ابدا 00بل هي من امر الله تعالى ومن خلق الله تعالى وان الاية الكريمة ( ونفخت فيه من روحي ) هي لا تعني ابدا ان روح الانسان قطعة من روح الله تعالى 0 باي وجه من الوجوه وان حرف ( من) هنا ليست تبعيضية كما ادعى بعضهم 0وان الله تعالى ليس روحا ابدا0 لان الروح مخلوقة والله هو خالقها والله تعالى ليس له روح وليس هو روحا و (00ليس كمثله شيء )
0كما وان مصطلحات لاهوتية وناسوتية
غير موفقة ابدا لانها قد توحي بمعاني قريبة من العقيدة النصرانية الثالوثية الفاسدة ،التي تقول ان المسيح عليه السلام مؤلف من اقنومين : احدهما لاهوتي والاخر ناسوتي00وان السيد المسيح عليه السلام كان مرة يتغلب عليه الاقنوم اللاهوتي عندما يحيي الموتى 0 ومرة اخرى يتغلب عليه الاقنوم الناسوتي 0 عندما صلبوه 00على حد قولهم السخيف 0
وان ورود هذه العبارات ( لاهوتي وناسوتي )كثيرا في بعض كتب القوم رضي الله عنهم لا يعني ابدا انها صحيحة00فقد تكون اجتهادات خاطئة وغير مقصودة ابدا 00وقد استعمل القرءان الكريم كلمة( رباني )((بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كتنم تدرسون0))0واما عبارات ناسوتي ولاهوتي فلم ترد في أي اية او حديث00 وهنا المجال فيما يخص العقيدة الاسلامية ولا يمكن التساهل فيه ابدا 0
2 – وادعى اخرون (ان هذا الهيكل الانساني لما كان مفتقرا الى محرك ومدبر وهذا الروح يدبره ويحركه 0علمنا ان هذا العالم لا بد له من محرك ومدبر):
اقول : هذا خطأ كبير 0لان الله تعالى هو الذي يحرك الانسان بروحه وجسمه0وان الخلق والامر بيد الله وحده..
كما انه لا يجوز ان نطلق اسم محرك على حضرة الله تعالى لان اسماء الله تعالى توقيفية – غالبا - وان اسم (محرك) ليس من اسماء الله تعالى00
3 – وادعى اخرون ان (الانسان شبه بالصمدانية الازلية لان فيه الاولية والاخرية والباطنية والظاهرية0 فروحه اول الكون وتبقى بعد فنائه وهي ظاهرة بالانسان باطنة فيه 000وان كانت اوصاف الباري عظيمة لا تشبه اوصاف العبد لكن لها شبه ونموذج بالجملة )0((ان النفس بعد التزكية والفتح والوصول تصبح خليفة الله بارضه ويتجلى الله من خلالها وهي تصبح ممحوة باحدية ذاته ) لذالك قال البعض :انا الله 00سبحاني ما اعظم شاني00وان قول( لا اله الا الله هو الحاد) لان فيه اثبات للغير 00)
اقول: ان تشبيه الانسان بالصمداني الازلي هو غير صحيح اطلاقا ومن شطط القول على احس تقدير0لانه تعالى ليس كمثله شيء 00وان الانسان بروحه وجسمه – احدهما او كليهما – ليس شبيها لله تعالى ولا نموذجا عنه ولا نسخة عنه 00فشتان ان يشبه الحادث الفاني المحدود بالله تعالى القديم الازلي 00وقد حذرنا الله تعالى فقال : (فلا تضربوا لله الامثال00)0 ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احدا0)0
ومن العجائب ان جميع شيوخ التصوف رضي الله عنهم قد اوصوا بضرورة عرض جميع اقوالهم وما نسب اليهم على الكتاب والسنة 0وتصحيح ما قد نسب او صدر عنهم كما ورد بذالك صراحة في اغلب كتبهم00ولكن التعصب الاعمى والجهل المطبق جعل البعض يرفض ذالك ويردد كالببغاء00(اذا الشيخ فلان قد قال شيئا فان الحق ما قال فلان )00
ونسي ان العصمة في العقيدة الاسلامية هي فقط لرسول الله صلى الله عليه وسلم 00
والله اعلم 00والحمد لله رب العالمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى