أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:06 pm
لسان الدين ابن الخطيب
إِذَا فَاتَنِي ظِلُّ الْحِمَى وَنَعِيمُهُ *** كَفَانِي وَحَسْبِي أَنْ يَهُبّ نَسِيمُهُ
يُقْنِعُنِي أَنِّي بِهِ مُتَكَيِّفٌ *** فَزَمْزَمُهُ دَمْعِي وَجِسْمِي حَطِيمُهُ
يَعُودُ فُؤَادِي ذِكْرُ مَنْ سَكَنَ الْغَضَا *** فَيُقْعِدُهُ فَوْقَ الْغَضى وَيُقِمُهُ
وَلَمْ أَرَ شَيْئاً كَالنَّسِيمِ إِذَا سَرَى *** شَفَى سُقْمَ الْقَلْبِ الْمَشُوقِ نَسِيمُهُ
نُعَلِّلُ بالتَّذْكَارِ نُفُوسَاً مَشُوقَةً *** يُدِيرُ عَلَيْهَا كَأْسَهُ وَيُدِيمُهُ
وَمَا هَاجَنِي بِالْغَورِ قَدٌّ مُرَنَّحٌ *** وَلاَ شَاقَنِي مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ رِيمُهُ
وَلاَ سَهِرَتْ عَيْنِي لِبَرْقِ ثَنِيَّةٍ *** مِنَ الثَّغْرِ يَبْدُو مَوْهِناً فَيَشِيمُهُ
بَرَانِيَ شَوْقٌ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** يَسُومُ فُؤَادِي بَرْحُهُ مَا يَسُومُهُ
أَلاَ يَا رَسُولَ اللـهِ نَادَاكَ ضَارِعٌ *** عَلَى الْبُعْدِ مَحْفُوظُ الْوِدَادِ سَلِيمُهُ
مَشُوقٌ إِذا مَا الَّليْلُ مَدَّ رِوَاقَهُ *** تَهُمُّ بِهِ تَحْتَ الظَّلاَمِ هُمُومُهُ
إِذا مَا حَدِيثٌ عَنْكَ جَاءَتْ بِه الصَّبَا *** شَجَاهُ مَنَ الشَّوْقِ الْحَثِيثِ قَدِيمُهُ
وَتُقْرِبُهُ الآمَال مِنْكَ تَعَلُّلاً *** وَيُبْعِدُهُ الْمِقْدَارُ عَمَّا يَرُومُهُ
بَرَاهُ الأَسَى إِلاَّ الرُّكُونُ إِلَى عَسَى *** صَحِيحُ الْهَوَى مُضْنَى الْفُؤَادِ سَقِيمُهُ
تَدَارَكْهُ يَاغَوْثَ الْعِبَادِ بِرَحْمَةٍ *** يُقَضِّيهِ دَيْنَ الْعَفْوِ مِنْهَا غَرِيمُهُ
أَيجْهَرُ بِالشَّكْوَى وَأَنْتَ سَميعُهُ *** أَيُعْلِنُ بالنَّجْوَى وَأَنْتَ عَلِيمُهُ
أَتُعْوِزُهُ السُّقْيَا وَأنْتَ غِيَاثُهُ *** أَتُتْلِفُهُ الْبَلْوَى وَأَنْتَ رَحِيمُهُ
وَقَدء بَثَّ مِنْكَ اللـهُ فِي الْخَلْقِ رَحْمَةٌ *** فَأُنْقِذَ عَانِيهِ وَأَثْرِي عَدِيمُهُ
بِنُورِكَ نُورِ اللـهِ قَدْ أَشْرَقَ الْهُدَى *** فَأَقْمَارُهُ وَضَّاحَةٌ وَنُجُومُهُ
لَكَ أَنْهَلَّ فَضْلُ اللـهِ بِاْلأَرَضِ سَاكِنَاً *** فَأَنْوَاؤُهُ مُلْتَفَّةٌ وَغُيُومُهُ
وَمِنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ الطِّبَاقِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
لَكَ الْخُلُقُ الأَرْضَى الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ *** وَمَجْدُكَ فِي الذِّكْرِ الْعَظِيمِ عَظِيمُهُ
لَكَ الْمُعْجِزَاتُ الْغُرُّ يَبْهَرُ نَورُهَا *** إِذا ارْبَدَّ مِنْ جُنْحِ الظَّلاَمِ بَهِيمُهُ
وَحَسْبكَ مِنْ جِذْعٍ تَكَلَّمَ مُفْصِحاً *** وَقَدْ دَمِيَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ كُلُومُهُ
وَبَدْرٍ بَدَا قِسْمَيْنِ فَاقِسْمُ ثَابِتٌ *** مُقِيمٌ وَقَدْ أَهْوَى إِلَيْكَ قَسِيمُهُ
وَذَلَّ لِمَسْرَاكَ الْبُراقُ كَرَامَةً *** وَسَاعَدَ مِنْهُ وَخْذُهُ وَرَسِيمُهُ
وَمِنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ السَّمَاءِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
لَكَ الْخُلُقُ الأَرْضَى الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ *** وَمَجْدُكَ فِي الذِّكْرِ الْعَظِيمِ عَظِيمُهُ
لَكَ الْمُعْجِزَاتُ الْغُرُّ يَبْهَرُ نُورُهَا *** إِذَا ارْبَدَّ مِنْ جُنْحِ الظَّلاَمِ بَهِيمُهُ
وَحَسْبُكَ مِنْ جِذْعٍ تَكَلَّمَ مُفْصِحاً *** وَقَدْ دَمِيَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ كُلُومُهُ
وَبَدْرٍ بَدَا قِسْمَيْنِ فَالِقسْمُ ثَابِتٌ *** مُقِيمٌ وَقَدْ أَهْوَى إِلَيْكَ قَسِيمُهُ
وَذَلَّ لِمَسْرَاكَ الْبُراقُ كَرَامَةً *** وَسَاعَدَ مِنْهُ وَخْذُهُ وَرَسِيمُهُ
وَمَنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ السَّمَاءِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
وَمُعْجِزَةُ الْقُرْآنِ أَجْلَى فَإِنَّهُ *** عَجَائِبُهُ لاَ تَنْقَضِي وَعُلُومُهُ
تَمَيَّزْتَ قَبْلَ الْقُبَيْلِ بِالشِّيَمِ الْعُلَى *** وَآدَمُ لَمْ يَدْرِ الْحَيَاةَ أدِيمُهُ
إِذِ الْكَوْنُ لَمْ تَفْتُق يَدُ الأَمْرِ رَتْقَهُ *** وَلَمْ تَمْتَزِجْ أَرْوَاحُهُ وَجُسُومُهُ
وَمَنْ نُورِكَ الْوَضَّاحِ فِي الْعَالَمِ اهْتَدَى *** غَدَاةَ اقْتَدَى صَدِيقُهُ وَحَكِيمُهُ
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللـهِ يَاخَيْرَ مُرْسَلٍ *** بِهِ بَانَ مِنْ نَهْجِ الرَّشَادِ قَوِيمُهُ
وَيالَيْتَ أَنِّي فِي ضَريحِكِ مُلْحَدٌ *** يَرفُّ بِتَكْرَارِ الْعِهَادِ جَمِيمُهُ
يُجَاوِر عَظْمِي تُربَكَ الْعَطِرَ الشَّذَى *** فَيَعْطِرُ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ رَمِيمُهُ
تَقَضَّى كَرِيمَ الْعُمْرِ فِي غَيْرِ طَائِلٍ *** كَمَا بَدَّدَ الْوَفْرَ الْغَزِيرَ كَرِيمهُ
فَآهٍ عَلَى نَفْسِي أُرَدّدُهَا أَسىً *** لِوَخْطٍ أضَاءَتْ لَيْلَ فَوْدِي نُجُومُهُ
وَإِنْ كَانَ نَبْتُ الأَرْضِ مُرْتَهَنَ الذَّوَى *** فَلَيْسَ سَوَاءً غَضُّهُ وَهَشِيمُهُ
جَفَانِيَ دَهْرِي وَاسْتَهَانَ بِحُرْمَتِي *** فَدَهْرِيَ مَمْقُوتُ الذِّمَامِ ذَمِيمُهُ
وَفَرَّقَ مَا بَيْنِي وَيْنَ أَحِبَّتِي *** فَأَنْكَادُهُ تَنْتَابُنِي وَغُمُومُهُ
فَلَوْ كَانَ يُجْدِي الْعَتْبُ أَبْلَغْتُ عَتْبَهُ *** وَلَوْ كَانَ يُغْنِي اللَّوْمُ كُنْتُ أَلُومُهُ
وَلَوْ لَحَظَتْنِي مٍنْ جَنَابِكَ لَحْظَةٌ *** لَمَا رَامَنِي عِنْدَ الْبَيَاتِ نُجُومُهُ
فَآوِ طَرِيداً عَائِذاً أَنْتَ كَهْفُهُ *** وَذِكْرُكَ بِالْمَدْحِ الصَّرِيحِ رَقِيمُهُ
رَعَى اللـهُ عَهْداً فِي رِضَاكَ وَمَأْلَفاً *** مُلُوكُ الْعُلَى تُعْنَى بِهِ وَتُقِيمُهُ
وَحَيِّ بِوَادِي الْغَبْطِ دَاراً مَزُورَةً *** تُوَالِي لِجَرَّاكَ النَّدَى وَتُدِيمهٍِْ
رَحِيبَةُ ألْطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا *** تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ
رَحِيبَةُ أَلطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا *** تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ
تَوَسَّدَ مِنْهَا التُرْبَ أَيُّ خَلاَئِفٍ *** بِهِمْ دِينُكَ الأَرْضَى اسْتَقَلَّتْ رُسُومُهُ
أَئِمَّةُ عَدْلٍ أَوْضَحُوا سُبُلَ الْهُدَى *** وَسُحْبُ نَوَالٍ لاَ تَشِحُّ غُيُومُهُ
وَأُسْدُ جِهَادٍ أَذْعَنَتْ لِسُيُوفِهِمْ *** جَلاَلِقَةُ الثَّغْرِ الْغَرِيبِ وَرُومُهُ
فَلَوْلاَهُمْ يَاخَيْرَ مَنْ سَكَنَ الْحِمَى *** لَرِيعَ حِمَاهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ
تَغَمَّدَهُمْ مِنْكَ الرِّضَا يَوْمَ تُقْضَى *** دُيُونُ مَقَامٍ لاَ تُضَامُ خُصُومُهُ
وَأَنَّسَهُمْ وَالرَّوْعُ يُوحِشُ هَوْلُهُ *** وَأَمَّنَهُمْ وَالْحَشْرُ تُذْكَى جَحِيمُهُ
أَبُو يُوسُفٍ مُفْنِي الْعِدَى نَاصِرُ الْهُدَى *** وَيُوسُفُ مِطْعَانُ الْهِيَاجِ زَعِيمُهُ
وَعُثْمَانُ غَيْثُ الْجُودِ أَكْرَمُ وَاهِبٍ *** إِذَا مَا الْغَمَامُ الْجَوْنُ ضَنَّتْ سُجُومُهُ
وَعُلْيَا عَلِيِّ كَيْفَ يُجْحَد حَقُّهَا *** أَنَجْحَدُ ضَوْءَ الصُّبْحِ رَاقَ وَسِيمُهُ
هُوَ الْعَلَمُ الأَعْلَى الَّذِي طَالَ فَخْرُهُ *** هُوَ الْمَلِكُ الأَرْضَى الَّذِي طَابَ خيمُهُ
لَقَدْ فَاءَ ظِلُّ اللـهِ مِنْهُ عَلَى الْوَرَى *** فَأَيَّمُهُ مَكْفِيَّةٌ وَيَتِيمُهُ
وَجَدَّدَ مِنْهَا الْبِرَّ وَالْفَضْلَ مَجْدُهُ *** وَلَوْلاَهُ كَانَتْ لاَ تَبِينُ رُسُومُهُ
وَأَوْرَثَ إِبْرَاهِيمَ سِرَّ خِلاَفَةٍ *** نَمَاهُ مِنَ الْمَجْدِ الصُّرَاحِ صَمِيمُهُ
إِذَا الأَمَلُ اسْتَسَقَى غَمَامَةَ رَحْمَةٍ *** فَمِنْ كَفِّ إِبْرَاهِيمَ تَكْرَعُ هِيمُهُ
وَكَمْ مِنْ رَجَاءٍ خَابَ نَظْمُ قِيَاسِهِ *** فَأَنْتَجَ بِالْمَطْلُوبِ مِنْهُ عَقِيمُهُ
أَمَوْلاَيَ لاَحِظْهَا عَلَى الْبُعْدِ خِدْمَةً *** لِوَالِدِكَ الأَرْضَى انْتَقَاهَا خَدِيمُهُ
تَخَيَّرَهَا فِكْرِي فَرَاقَ نِظَامُهَا *** كَمَا رَاقَ مِنْ دُرِّ النُّحُورِ نَظِيمُهُ
وَكَلْتُ بِهَا هَمِّي وَأَغْرَيْتُ هِمَّتِي *** فَسَاعَدَهَا هَاءُ الرَّويِّ وَمِيمُهُ
حَلَلْتُ بِهِ مُسْتَنْصِراً بِجَنَابِهِ *** وَعَاهَدْتُ نَفْسِي أَنَّنِي لاَ أَرِيمُهُ
عَلَى قَبْرِهِ الزَّاكِي وَقَفْتُ مَطَامِعِي *** فَمَنْ نَالَنِي بِالضَّيْمِ أَنْتَ خَصِيمُهُ
إِذَا فَاتَنِي ظِلُّ الْحِمَى وَنَعِيمُهُ *** كَفَانِي وَحَسْبِي أَنْ يَهُبّ نَسِيمُهُ
يُقْنِعُنِي أَنِّي بِهِ مُتَكَيِّفٌ *** فَزَمْزَمُهُ دَمْعِي وَجِسْمِي حَطِيمُهُ
يَعُودُ فُؤَادِي ذِكْرُ مَنْ سَكَنَ الْغَضَا *** فَيُقْعِدُهُ فَوْقَ الْغَضى وَيُقِمُهُ
وَلَمْ أَرَ شَيْئاً كَالنَّسِيمِ إِذَا سَرَى *** شَفَى سُقْمَ الْقَلْبِ الْمَشُوقِ نَسِيمُهُ
نُعَلِّلُ بالتَّذْكَارِ نُفُوسَاً مَشُوقَةً *** يُدِيرُ عَلَيْهَا كَأْسَهُ وَيُدِيمُهُ
وَمَا هَاجَنِي بِالْغَورِ قَدٌّ مُرَنَّحٌ *** وَلاَ شَاقَنِي مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ رِيمُهُ
وَلاَ سَهِرَتْ عَيْنِي لِبَرْقِ ثَنِيَّةٍ *** مِنَ الثَّغْرِ يَبْدُو مَوْهِناً فَيَشِيمُهُ
بَرَانِيَ شَوْقٌ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** يَسُومُ فُؤَادِي بَرْحُهُ مَا يَسُومُهُ
أَلاَ يَا رَسُولَ اللـهِ نَادَاكَ ضَارِعٌ *** عَلَى الْبُعْدِ مَحْفُوظُ الْوِدَادِ سَلِيمُهُ
مَشُوقٌ إِذا مَا الَّليْلُ مَدَّ رِوَاقَهُ *** تَهُمُّ بِهِ تَحْتَ الظَّلاَمِ هُمُومُهُ
إِذا مَا حَدِيثٌ عَنْكَ جَاءَتْ بِه الصَّبَا *** شَجَاهُ مَنَ الشَّوْقِ الْحَثِيثِ قَدِيمُهُ
وَتُقْرِبُهُ الآمَال مِنْكَ تَعَلُّلاً *** وَيُبْعِدُهُ الْمِقْدَارُ عَمَّا يَرُومُهُ
بَرَاهُ الأَسَى إِلاَّ الرُّكُونُ إِلَى عَسَى *** صَحِيحُ الْهَوَى مُضْنَى الْفُؤَادِ سَقِيمُهُ
تَدَارَكْهُ يَاغَوْثَ الْعِبَادِ بِرَحْمَةٍ *** يُقَضِّيهِ دَيْنَ الْعَفْوِ مِنْهَا غَرِيمُهُ
أَيجْهَرُ بِالشَّكْوَى وَأَنْتَ سَميعُهُ *** أَيُعْلِنُ بالنَّجْوَى وَأَنْتَ عَلِيمُهُ
أَتُعْوِزُهُ السُّقْيَا وَأنْتَ غِيَاثُهُ *** أَتُتْلِفُهُ الْبَلْوَى وَأَنْتَ رَحِيمُهُ
وَقَدء بَثَّ مِنْكَ اللـهُ فِي الْخَلْقِ رَحْمَةٌ *** فَأُنْقِذَ عَانِيهِ وَأَثْرِي عَدِيمُهُ
بِنُورِكَ نُورِ اللـهِ قَدْ أَشْرَقَ الْهُدَى *** فَأَقْمَارُهُ وَضَّاحَةٌ وَنُجُومُهُ
لَكَ أَنْهَلَّ فَضْلُ اللـهِ بِاْلأَرَضِ سَاكِنَاً *** فَأَنْوَاؤُهُ مُلْتَفَّةٌ وَغُيُومُهُ
وَمِنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ الطِّبَاقِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
لَكَ الْخُلُقُ الأَرْضَى الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ *** وَمَجْدُكَ فِي الذِّكْرِ الْعَظِيمِ عَظِيمُهُ
لَكَ الْمُعْجِزَاتُ الْغُرُّ يَبْهَرُ نَورُهَا *** إِذا ارْبَدَّ مِنْ جُنْحِ الظَّلاَمِ بَهِيمُهُ
وَحَسْبكَ مِنْ جِذْعٍ تَكَلَّمَ مُفْصِحاً *** وَقَدْ دَمِيَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ كُلُومُهُ
وَبَدْرٍ بَدَا قِسْمَيْنِ فَاقِسْمُ ثَابِتٌ *** مُقِيمٌ وَقَدْ أَهْوَى إِلَيْكَ قَسِيمُهُ
وَذَلَّ لِمَسْرَاكَ الْبُراقُ كَرَامَةً *** وَسَاعَدَ مِنْهُ وَخْذُهُ وَرَسِيمُهُ
وَمِنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ السَّمَاءِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
لَكَ الْخُلُقُ الأَرْضَى الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ *** وَمَجْدُكَ فِي الذِّكْرِ الْعَظِيمِ عَظِيمُهُ
لَكَ الْمُعْجِزَاتُ الْغُرُّ يَبْهَرُ نُورُهَا *** إِذَا ارْبَدَّ مِنْ جُنْحِ الظَّلاَمِ بَهِيمُهُ
وَحَسْبُكَ مِنْ جِذْعٍ تَكَلَّمَ مُفْصِحاً *** وَقَدْ دَمِيَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ كُلُومُهُ
وَبَدْرٍ بَدَا قِسْمَيْنِ فَالِقسْمُ ثَابِتٌ *** مُقِيمٌ وَقَدْ أَهْوَى إِلَيْكَ قَسِيمُهُ
وَذَلَّ لِمَسْرَاكَ الْبُراقُ كَرَامَةً *** وَسَاعَدَ مِنْهُ وَخْذُهُ وَرَسِيمُهُ
وَمَنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ السَّمَاءِ بِكَ اقْتَدَى *** خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ
وَمُعْجِزَةُ الْقُرْآنِ أَجْلَى فَإِنَّهُ *** عَجَائِبُهُ لاَ تَنْقَضِي وَعُلُومُهُ
تَمَيَّزْتَ قَبْلَ الْقُبَيْلِ بِالشِّيَمِ الْعُلَى *** وَآدَمُ لَمْ يَدْرِ الْحَيَاةَ أدِيمُهُ
إِذِ الْكَوْنُ لَمْ تَفْتُق يَدُ الأَمْرِ رَتْقَهُ *** وَلَمْ تَمْتَزِجْ أَرْوَاحُهُ وَجُسُومُهُ
وَمَنْ نُورِكَ الْوَضَّاحِ فِي الْعَالَمِ اهْتَدَى *** غَدَاةَ اقْتَدَى صَدِيقُهُ وَحَكِيمُهُ
عَلَيْكَ صَلاَةُ اللـهِ يَاخَيْرَ مُرْسَلٍ *** بِهِ بَانَ مِنْ نَهْجِ الرَّشَادِ قَوِيمُهُ
وَيالَيْتَ أَنِّي فِي ضَريحِكِ مُلْحَدٌ *** يَرفُّ بِتَكْرَارِ الْعِهَادِ جَمِيمُهُ
يُجَاوِر عَظْمِي تُربَكَ الْعَطِرَ الشَّذَى *** فَيَعْطِرُ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ رَمِيمُهُ
تَقَضَّى كَرِيمَ الْعُمْرِ فِي غَيْرِ طَائِلٍ *** كَمَا بَدَّدَ الْوَفْرَ الْغَزِيرَ كَرِيمهُ
فَآهٍ عَلَى نَفْسِي أُرَدّدُهَا أَسىً *** لِوَخْطٍ أضَاءَتْ لَيْلَ فَوْدِي نُجُومُهُ
وَإِنْ كَانَ نَبْتُ الأَرْضِ مُرْتَهَنَ الذَّوَى *** فَلَيْسَ سَوَاءً غَضُّهُ وَهَشِيمُهُ
جَفَانِيَ دَهْرِي وَاسْتَهَانَ بِحُرْمَتِي *** فَدَهْرِيَ مَمْقُوتُ الذِّمَامِ ذَمِيمُهُ
وَفَرَّقَ مَا بَيْنِي وَيْنَ أَحِبَّتِي *** فَأَنْكَادُهُ تَنْتَابُنِي وَغُمُومُهُ
فَلَوْ كَانَ يُجْدِي الْعَتْبُ أَبْلَغْتُ عَتْبَهُ *** وَلَوْ كَانَ يُغْنِي اللَّوْمُ كُنْتُ أَلُومُهُ
وَلَوْ لَحَظَتْنِي مٍنْ جَنَابِكَ لَحْظَةٌ *** لَمَا رَامَنِي عِنْدَ الْبَيَاتِ نُجُومُهُ
فَآوِ طَرِيداً عَائِذاً أَنْتَ كَهْفُهُ *** وَذِكْرُكَ بِالْمَدْحِ الصَّرِيحِ رَقِيمُهُ
رَعَى اللـهُ عَهْداً فِي رِضَاكَ وَمَأْلَفاً *** مُلُوكُ الْعُلَى تُعْنَى بِهِ وَتُقِيمُهُ
وَحَيِّ بِوَادِي الْغَبْطِ دَاراً مَزُورَةً *** تُوَالِي لِجَرَّاكَ النَّدَى وَتُدِيمهٍِْ
رَحِيبَةُ ألْطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا *** تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ
رَحِيبَةُ أَلطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا *** تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ
تَوَسَّدَ مِنْهَا التُرْبَ أَيُّ خَلاَئِفٍ *** بِهِمْ دِينُكَ الأَرْضَى اسْتَقَلَّتْ رُسُومُهُ
أَئِمَّةُ عَدْلٍ أَوْضَحُوا سُبُلَ الْهُدَى *** وَسُحْبُ نَوَالٍ لاَ تَشِحُّ غُيُومُهُ
وَأُسْدُ جِهَادٍ أَذْعَنَتْ لِسُيُوفِهِمْ *** جَلاَلِقَةُ الثَّغْرِ الْغَرِيبِ وَرُومُهُ
فَلَوْلاَهُمْ يَاخَيْرَ مَنْ سَكَنَ الْحِمَى *** لَرِيعَ حِمَاهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ
تَغَمَّدَهُمْ مِنْكَ الرِّضَا يَوْمَ تُقْضَى *** دُيُونُ مَقَامٍ لاَ تُضَامُ خُصُومُهُ
وَأَنَّسَهُمْ وَالرَّوْعُ يُوحِشُ هَوْلُهُ *** وَأَمَّنَهُمْ وَالْحَشْرُ تُذْكَى جَحِيمُهُ
أَبُو يُوسُفٍ مُفْنِي الْعِدَى نَاصِرُ الْهُدَى *** وَيُوسُفُ مِطْعَانُ الْهِيَاجِ زَعِيمُهُ
وَعُثْمَانُ غَيْثُ الْجُودِ أَكْرَمُ وَاهِبٍ *** إِذَا مَا الْغَمَامُ الْجَوْنُ ضَنَّتْ سُجُومُهُ
وَعُلْيَا عَلِيِّ كَيْفَ يُجْحَد حَقُّهَا *** أَنَجْحَدُ ضَوْءَ الصُّبْحِ رَاقَ وَسِيمُهُ
هُوَ الْعَلَمُ الأَعْلَى الَّذِي طَالَ فَخْرُهُ *** هُوَ الْمَلِكُ الأَرْضَى الَّذِي طَابَ خيمُهُ
لَقَدْ فَاءَ ظِلُّ اللـهِ مِنْهُ عَلَى الْوَرَى *** فَأَيَّمُهُ مَكْفِيَّةٌ وَيَتِيمُهُ
وَجَدَّدَ مِنْهَا الْبِرَّ وَالْفَضْلَ مَجْدُهُ *** وَلَوْلاَهُ كَانَتْ لاَ تَبِينُ رُسُومُهُ
وَأَوْرَثَ إِبْرَاهِيمَ سِرَّ خِلاَفَةٍ *** نَمَاهُ مِنَ الْمَجْدِ الصُّرَاحِ صَمِيمُهُ
إِذَا الأَمَلُ اسْتَسَقَى غَمَامَةَ رَحْمَةٍ *** فَمِنْ كَفِّ إِبْرَاهِيمَ تَكْرَعُ هِيمُهُ
وَكَمْ مِنْ رَجَاءٍ خَابَ نَظْمُ قِيَاسِهِ *** فَأَنْتَجَ بِالْمَطْلُوبِ مِنْهُ عَقِيمُهُ
أَمَوْلاَيَ لاَحِظْهَا عَلَى الْبُعْدِ خِدْمَةً *** لِوَالِدِكَ الأَرْضَى انْتَقَاهَا خَدِيمُهُ
تَخَيَّرَهَا فِكْرِي فَرَاقَ نِظَامُهَا *** كَمَا رَاقَ مِنْ دُرِّ النُّحُورِ نَظِيمُهُ
وَكَلْتُ بِهَا هَمِّي وَأَغْرَيْتُ هِمَّتِي *** فَسَاعَدَهَا هَاءُ الرَّويِّ وَمِيمُهُ
حَلَلْتُ بِهِ مُسْتَنْصِراً بِجَنَابِهِ *** وَعَاهَدْتُ نَفْسِي أَنَّنِي لاَ أَرِيمُهُ
عَلَى قَبْرِهِ الزَّاكِي وَقَفْتُ مَطَامِعِي *** فَمَنْ نَالَنِي بِالضَّيْمِ أَنْتَ خَصِيمُهُ
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:08 pm
أبو الحسن الششتري
بسم اللـه نبدا قولي *** واسمُ الكريمْ بابُ اللـه
وعلى اللـه نفني عمري *** والخاتمه رسولُ اللـه
النورُ طالع يتلالا *** من قبةِ الـهادي الأمجدْ
خليني في ذي الحالا *** واثبتني يا محمدْ
لا ديار إِلا ديار المصطفى *** لا ربوع إِلا ربوع أهل الوفا
لا حمى إِلا حمى ذاك الحمى *** لا طريق إلا طريق الصُوَفيَ
لا مقام إِلا مقامَ المصطفى *** ابنِ عبد اللـه جدِ الشرفا
لولاه ما كان وادي *** ولا منازلَ ولا ليلى
ولا حادَ قطُّ حادي *** ولا سرى الركبُ ليلا
اترك جميعَ البلادِ *** وَملْ إِلى الشرق ميلا
بسم اللـه نبدا قولي *** واسمُ الكريمْ بابُ اللـه
وعلى اللـه نفني عمري *** والخاتمه رسولُ اللـه
النورُ طالع يتلالا *** من قبةِ الـهادي الأمجدْ
خليني في ذي الحالا *** واثبتني يا محمدْ
لا ديار إِلا ديار المصطفى *** لا ربوع إِلا ربوع أهل الوفا
لا حمى إِلا حمى ذاك الحمى *** لا طريق إلا طريق الصُوَفيَ
لا مقام إِلا مقامَ المصطفى *** ابنِ عبد اللـه جدِ الشرفا
لولاه ما كان وادي *** ولا منازلَ ولا ليلى
ولا حادَ قطُّ حادي *** ولا سرى الركبُ ليلا
اترك جميعَ البلادِ *** وَملْ إِلى الشرق ميلا
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:09 pm
ما الطرف بعدكم بالنومِ مكحول *** هذا وكم بيننا من ربعكم ميل
يا باعثين سهاداً لي وفيض بكا *** مهما بعثتم على العينين محمول
هَبكم منعتم جفوني من خيالكم *** فكيفَ يمنع تذكارٌ وتخييل
في ذمَّة اللـه قلبٌ يوم بينكمُ *** موزع ودم في الحبِّ مطلول
شغلتمُ بصباحِ الأنس مبتسماً *** وناظري بظلامِ الليل مشغول
كأنما الأفق محرابٌ عكفت به *** والنيِّرات بأفقيه قناديل
ما يمسك الـهدب دمعي حين أذكركم *** إلا كما يمسك الماءَ الغرابيل
ورُبَّ عاذلة فيما أكابده *** وقلَّ ما قيل والتحذير معذول
باتت زخارفها بالصبر واعدةً *** وما مواعيدها إلاَّ الأباطيل
سقياً لعهد الصبا والدار دانية *** والشمل مجتمعٌ والجمع مشمول
يفدِي الزمان الذي في عامه قصرٌ *** هذا الزمان الذي في يومه طول
لم لا أشبّب بالعيش الذي سلفت *** أوقاته وهو باللذَّات موصول
لو كنت أرتاع من عذلٍ لروَّعني *** سيف المشيب برأسي وهو مسلول
أما ترى الشيب قد دلَّت كواكبه *** على الطريقِ لو أنَّ الصبّ مدلول
والسنُّ قد قرَّعتها الأربعون وفي *** ضمائر النفس تسويفٌ وتسويل
حتَّى مَ أسأل عن لـهوٍ وعن لعبٍ *** وفي غدٍ أنا عن عقباه مسؤول
ولي سعاد شجونٍ ما يعبّ لـها *** إمَّا خيالٌ وإلاَّ فهو تخييل
أبكي اشْتياقاً إليها وهي قاتلتي *** يا من رأى قاتلاً يبكيه مقتول
مسكيَّة الخال أمَّا ورد وجنتها *** فبالجنى من عيونِ الناس مبلول
فإن يفح من نواحي خدّها عبقٌ *** فالمسك فيه بماءِ الورد مجبول
تفترُّ عن شنبٍ حلوٍ لذائقه *** في ذكره لمجاج النحل تعسيل
مصحح النقل عن شهدٍ وعن بردٍ *** لأنه منهلٌ بالراح معلول
وبارق من أعالي الجذع أرَّقني *** حتَّى دموعي على مرجانه لولو
مذكِّري بدنانيرِ الوجوه هدًى *** تحف في فيه عُذَّالٌ مثاقيل
إلى العقيق فهل يا طيب طيبة لي *** عقد بلفظي إلى مغناك منقول
وهل أرى حامل الرجوى كأنيَ من *** شوقي ومن وَلـهي بالقربِ محمول
إن لم أنل عملاً أرجو النجاة فلي *** من الرسول بإذن اللـه تنويل
حسبي بمدحِ رسول اللـه بابُ نجاً *** يرجى إذا اعْترضت تلك التهاويل
أقولُ والقدر أعلا أن يحاولـهُ *** وصلٌ وإن جهدت فيه الأقاويل
ماذا عسى الشعراء اليوم مادحة *** من بعد ما مدحت حم تنزيل
وأفصحت بالثنا كتب مقدَّمة *** إن جيل في الدهر توراة وإنجيل
محمد المجتبى معنى جبلته *** وما لآدم طينٌ بعد مجبول
والمجتلى تاج علياه الرفيع وما *** للبدر تاجٌ ولا للنجمِ إكليل
لولاه ما كانَ أرض لا ولا أفق *** ولا زمانٌ ولا خلقٌ ولا جيل
ولا مناسك فيها للـهدى شهبٌ *** ولا ديارٌ بها للوحيِ تنزيل
ذو المعجزات التي ما اسطاع أبرهةٌ *** يغزو منازلـها كلاَّ ولا الفِيل
إن شق إيوان كسرى رهبة فلقد *** جاء الدليل بأن الكفر مخذول
وإن خبا ضرم النيران من زمنٍ *** فالبحر منسحب الأذيال مسدول
أوفى النبيِّين سيفاً واتضاح علىً *** كأنه غرَّةٌ والقوم تحجيل
نعم اليتيم إذا عدَّت جواهرهم *** وضمَّها من عقود الوحي تفصيل
ما زال في الخلقِ ذا جاهٍ وذا خدمٍ *** لكن خادمهُ المشهور جبريل
مبرأ القلب من ريبٍ ومن دَنسٍ *** وكيف وهو بماءِ الخلدِ مغسول
مجاهداً في سبيل اللـه مصطبراً *** ما لا غزَت في العدى الطيرِ الأبابيل
كأنما نبل ماضيهم وحاضرهم *** لـها على من بغى سجلٌ وسجّيل
مثل الشواطب إن صالوا أو افتخروا *** فالحدّ مندلق والعرض مصقول
يطيب في الليلِ تسبيحٌ لسامرهم *** وما لـهم عن حياض الموت تهليل
كأنهم لانتظار الفضل بيت ثنا *** شخص النبيّ لـه معنىً وتكميل
قومٌ إذا رقصت فرسانهم طرباً *** كأنَّ رايات أيديهم مناديل
الكاتبون من الأجسام ما اعْتبرت *** سمرٌ وبيضٌ فمنقوطٌ ومشكول
حيث الحمام شهيّ وهو من صبرٍ *** يجنى فيا حبَّذا الغرّ البهاليل
حتَّى اسْتقام عمود الدين وانْفتحت *** سبل الـهدى وخبت تلك الأضاليل
روح النجاة الذي قد كانَ يهرع في *** أبواب مغناه روح الوحي جبريل
ومفصحٌ حين يروى الصاد من كرمٍ *** فللمحاسن ترتيبٌ وترتيل
وجائدٌ لا يخاف الفقر قال ندى *** كفَّيه يا مادحي آلائه قولوا
وما الأقاويل إن طالت وإن قصرت *** عروض ما بسطت تلك الأفاعيل
حامي حمى البيت بالرعب المقدم ما *** ناواه أبرهةُ العادي ولا الفيل
تضيء في الحرب والمحراب طلعته *** فحبذا في الدجى والنقع قنديل
وقامَ في ظلِّ بيت اللـه شائده *** فحبذا لنظام البيت تكميل
ذاك الذي نصبت في نحو بعثته *** هذي المحاريب لا تلك التماثيل
وفاضَ من جانبِ البطحا لكل حمى *** صافٍ بأبيض أضحى وهو مشمول
وكلُّ أرض بها الجنَّات مزهرةٌ *** للمؤمنين فتعجيل وتأجيل
وكلُّ ملة دين غير ملته *** تروى فللقابس القسيس قنديل
ولليهوديّ مع كحل العمى نظر *** على المجوسيّ أيضاً فيه تكحيل
حتَّى أتى عربيٌّ يستضاء به *** مهند من سيوف اللـه مسلول
كم معجز لرسول اللـه قد خذِلتْ *** به العدى وعدوّ الحق مخذول
فاضَ الزلال المهنى من أصابعه *** نعم الأصابع ومن كفَّيه والنيل
وبورك الزاد إذ مسَّته راحته *** فحبذا مشروب منها ومأكول
وخاطبته وحوش البيد مقبلةً *** فالرجل عاسلة واللفظ معسول
وحازَ سهم المعالي حين كانَ لـه *** من قاب قوسين تنويهٌ وتنويل
على البراق لوجه البرق من خجلٍ *** ورجلٌ مسعاه تلوين وتشكيل
لسدرة المنتهى يا منتهى طلبي *** ما مثلـه يا ختام الرسل تحويل
يا خاتم الرسل لي في المذنبين غداً *** على شفاعتك الغراء تعويل
إن كانَ كعبٌ بما قد قال ضيفك في *** دار النعيم فلي في الباب تطفيل
وأين كابن زهير لي شذا كلمٍ *** ربيعها بغمام القرب مطلول
وإن سُمي بزهير صيغةً فعسى *** يسمو بنبت لـه بالشبه تعليل
بانت معاذير عجزي عن نداكَ وعن *** بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
صلَّى عليك الذي أعطاك منزلةً *** شفيعها في مقامِ الحشر مقبول
أنت الملاذ لنا دنيا وآخرةً *** فباب قصدك في الدارين مأهول
يا باعثين سهاداً لي وفيض بكا *** مهما بعثتم على العينين محمول
هَبكم منعتم جفوني من خيالكم *** فكيفَ يمنع تذكارٌ وتخييل
في ذمَّة اللـه قلبٌ يوم بينكمُ *** موزع ودم في الحبِّ مطلول
شغلتمُ بصباحِ الأنس مبتسماً *** وناظري بظلامِ الليل مشغول
كأنما الأفق محرابٌ عكفت به *** والنيِّرات بأفقيه قناديل
ما يمسك الـهدب دمعي حين أذكركم *** إلا كما يمسك الماءَ الغرابيل
ورُبَّ عاذلة فيما أكابده *** وقلَّ ما قيل والتحذير معذول
باتت زخارفها بالصبر واعدةً *** وما مواعيدها إلاَّ الأباطيل
سقياً لعهد الصبا والدار دانية *** والشمل مجتمعٌ والجمع مشمول
يفدِي الزمان الذي في عامه قصرٌ *** هذا الزمان الذي في يومه طول
لم لا أشبّب بالعيش الذي سلفت *** أوقاته وهو باللذَّات موصول
لو كنت أرتاع من عذلٍ لروَّعني *** سيف المشيب برأسي وهو مسلول
أما ترى الشيب قد دلَّت كواكبه *** على الطريقِ لو أنَّ الصبّ مدلول
والسنُّ قد قرَّعتها الأربعون وفي *** ضمائر النفس تسويفٌ وتسويل
حتَّى مَ أسأل عن لـهوٍ وعن لعبٍ *** وفي غدٍ أنا عن عقباه مسؤول
ولي سعاد شجونٍ ما يعبّ لـها *** إمَّا خيالٌ وإلاَّ فهو تخييل
أبكي اشْتياقاً إليها وهي قاتلتي *** يا من رأى قاتلاً يبكيه مقتول
مسكيَّة الخال أمَّا ورد وجنتها *** فبالجنى من عيونِ الناس مبلول
فإن يفح من نواحي خدّها عبقٌ *** فالمسك فيه بماءِ الورد مجبول
تفترُّ عن شنبٍ حلوٍ لذائقه *** في ذكره لمجاج النحل تعسيل
مصحح النقل عن شهدٍ وعن بردٍ *** لأنه منهلٌ بالراح معلول
وبارق من أعالي الجذع أرَّقني *** حتَّى دموعي على مرجانه لولو
مذكِّري بدنانيرِ الوجوه هدًى *** تحف في فيه عُذَّالٌ مثاقيل
إلى العقيق فهل يا طيب طيبة لي *** عقد بلفظي إلى مغناك منقول
وهل أرى حامل الرجوى كأنيَ من *** شوقي ومن وَلـهي بالقربِ محمول
إن لم أنل عملاً أرجو النجاة فلي *** من الرسول بإذن اللـه تنويل
حسبي بمدحِ رسول اللـه بابُ نجاً *** يرجى إذا اعْترضت تلك التهاويل
أقولُ والقدر أعلا أن يحاولـهُ *** وصلٌ وإن جهدت فيه الأقاويل
ماذا عسى الشعراء اليوم مادحة *** من بعد ما مدحت حم تنزيل
وأفصحت بالثنا كتب مقدَّمة *** إن جيل في الدهر توراة وإنجيل
محمد المجتبى معنى جبلته *** وما لآدم طينٌ بعد مجبول
والمجتلى تاج علياه الرفيع وما *** للبدر تاجٌ ولا للنجمِ إكليل
لولاه ما كانَ أرض لا ولا أفق *** ولا زمانٌ ولا خلقٌ ولا جيل
ولا مناسك فيها للـهدى شهبٌ *** ولا ديارٌ بها للوحيِ تنزيل
ذو المعجزات التي ما اسطاع أبرهةٌ *** يغزو منازلـها كلاَّ ولا الفِيل
إن شق إيوان كسرى رهبة فلقد *** جاء الدليل بأن الكفر مخذول
وإن خبا ضرم النيران من زمنٍ *** فالبحر منسحب الأذيال مسدول
أوفى النبيِّين سيفاً واتضاح علىً *** كأنه غرَّةٌ والقوم تحجيل
نعم اليتيم إذا عدَّت جواهرهم *** وضمَّها من عقود الوحي تفصيل
ما زال في الخلقِ ذا جاهٍ وذا خدمٍ *** لكن خادمهُ المشهور جبريل
مبرأ القلب من ريبٍ ومن دَنسٍ *** وكيف وهو بماءِ الخلدِ مغسول
مجاهداً في سبيل اللـه مصطبراً *** ما لا غزَت في العدى الطيرِ الأبابيل
كأنما نبل ماضيهم وحاضرهم *** لـها على من بغى سجلٌ وسجّيل
مثل الشواطب إن صالوا أو افتخروا *** فالحدّ مندلق والعرض مصقول
يطيب في الليلِ تسبيحٌ لسامرهم *** وما لـهم عن حياض الموت تهليل
كأنهم لانتظار الفضل بيت ثنا *** شخص النبيّ لـه معنىً وتكميل
قومٌ إذا رقصت فرسانهم طرباً *** كأنَّ رايات أيديهم مناديل
الكاتبون من الأجسام ما اعْتبرت *** سمرٌ وبيضٌ فمنقوطٌ ومشكول
حيث الحمام شهيّ وهو من صبرٍ *** يجنى فيا حبَّذا الغرّ البهاليل
حتَّى اسْتقام عمود الدين وانْفتحت *** سبل الـهدى وخبت تلك الأضاليل
روح النجاة الذي قد كانَ يهرع في *** أبواب مغناه روح الوحي جبريل
ومفصحٌ حين يروى الصاد من كرمٍ *** فللمحاسن ترتيبٌ وترتيل
وجائدٌ لا يخاف الفقر قال ندى *** كفَّيه يا مادحي آلائه قولوا
وما الأقاويل إن طالت وإن قصرت *** عروض ما بسطت تلك الأفاعيل
حامي حمى البيت بالرعب المقدم ما *** ناواه أبرهةُ العادي ولا الفيل
تضيء في الحرب والمحراب طلعته *** فحبذا في الدجى والنقع قنديل
وقامَ في ظلِّ بيت اللـه شائده *** فحبذا لنظام البيت تكميل
ذاك الذي نصبت في نحو بعثته *** هذي المحاريب لا تلك التماثيل
وفاضَ من جانبِ البطحا لكل حمى *** صافٍ بأبيض أضحى وهو مشمول
وكلُّ أرض بها الجنَّات مزهرةٌ *** للمؤمنين فتعجيل وتأجيل
وكلُّ ملة دين غير ملته *** تروى فللقابس القسيس قنديل
ولليهوديّ مع كحل العمى نظر *** على المجوسيّ أيضاً فيه تكحيل
حتَّى أتى عربيٌّ يستضاء به *** مهند من سيوف اللـه مسلول
كم معجز لرسول اللـه قد خذِلتْ *** به العدى وعدوّ الحق مخذول
فاضَ الزلال المهنى من أصابعه *** نعم الأصابع ومن كفَّيه والنيل
وبورك الزاد إذ مسَّته راحته *** فحبذا مشروب منها ومأكول
وخاطبته وحوش البيد مقبلةً *** فالرجل عاسلة واللفظ معسول
وحازَ سهم المعالي حين كانَ لـه *** من قاب قوسين تنويهٌ وتنويل
على البراق لوجه البرق من خجلٍ *** ورجلٌ مسعاه تلوين وتشكيل
لسدرة المنتهى يا منتهى طلبي *** ما مثلـه يا ختام الرسل تحويل
يا خاتم الرسل لي في المذنبين غداً *** على شفاعتك الغراء تعويل
إن كانَ كعبٌ بما قد قال ضيفك في *** دار النعيم فلي في الباب تطفيل
وأين كابن زهير لي شذا كلمٍ *** ربيعها بغمام القرب مطلول
وإن سُمي بزهير صيغةً فعسى *** يسمو بنبت لـه بالشبه تعليل
بانت معاذير عجزي عن نداكَ وعن *** بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
صلَّى عليك الذي أعطاك منزلةً *** شفيعها في مقامِ الحشر مقبول
أنت الملاذ لنا دنيا وآخرةً *** فباب قصدك في الدارين مأهول
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:11 pm
ابن نباتة المصري
صحا القلب لولا نسمةٌ تتخطَّر *** ولمعةُ برق بالغضا تتسعَّر
وذكر جبين البابلية إذ بدا *** هلال الدجى والشيء بالشيء يذكر
سقى اللـه أكناف الغضا سائل الحيا *** وإن كنت أسقى أدمعاً تتحدَّر
وعيشاً نضا عنه الزمانُ بياضه *** وخلَّفه في الرأسِ يزهو ويزهر
تغير ذاك اللون مع من أحبه *** ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير
وكان الصبى ليلاً وكنتُ كحالمٍ *** فيا أسفي والشيبُ كالصبح يسفر
يعللني تحت العمامة كتمه *** فيعتاد قلبي حسرة حين أحسر
وينكرني ليلي وما خلت أنه *** إذا وضعَ المرءُ العمامةَ ينكر
ألا في سبيل اللـه صوم عن الصَّبى *** وقلب على عهد الحسان مفطر
تذكرت أوطان الوصالِ فأشهبٌ *** من الدَّمع في ميدان خدِّي وأحمر
إذا لم تفضْ عيني العقيق فلا رأت *** منازلـه بالوصلِ تبهى وتبهر
وإن لم تواصل غادة السفح مقلتي *** فلا عادها عيشٌ بمغناه أخضر
ليالي تجني الحسن في أوجه الدّمى *** وتجني على أجسامِها حين تنظر
يؤثر في خدِّ المليحة لحظها *** وإن كانَ في ميثاقِها لا يؤثر
رأيت الصَّبى مما يكفّر للفتى *** ذنوباً إذا كانَ المشيب يكفّر
إذا حلَّ مبيضّ المشيب بعارضٍ *** فما هو إلاَّ للمدامعِ ممطر
كأنيَ لم أتبع صبى وصبابةً *** خليع عذارٍ حيثما همت أعذَر
ولم أطرق الحيّ الخصيب زمانه *** يقابلني زهرٌ لديه ومزهر
وغيداء أما جفنها فمؤنث *** كليلٌ وأما لحظها فمذكَّر
يروقُك جمعُ الحسن في لحظاتها *** على أنه بالجفنِ جمعٌ مكسَّر
من الغيد تحتفّ الظبا بحجابها *** ولكنها كالبدرِ في الماءِ يظهر
يشفّ وراء المشرفيَّة خدها *** كما شفَّ من دون الزجاجة مسْكر
ولا عيبَ فيها غير سحر جفونها *** وأحبب بها سحَّارة حين تسحر
إذا جرّدت من بردها فهي عبلةٌ *** وإن جرَّدت ألحاظها فهيَ عنتر
إذا خطرت في الروض طاب كلاهما *** فلم يذْرِ من أزهى وأشهى وأعطر
خليليّ كم روضٍ نزلت فناءه *** وفيه ربيعٌ للنزيل وجعفر
وفارقته والطَّير صافرةٌ به *** وكم مثلـها فارقتها وهي تصفر
إلى أعينٍ بالماءِ نضَّاحة الصفا *** إذا سدَّ منها مِنخرٌ جاش منخرُ
نداماي من خودٍ وراحٍ وقينة *** ثلاث شخوصٍ كاعبات ومعصر
قضيت لبانات الشبيبة والـهوى *** وطوَّلت حتَّى آن أنيَ أقصر
وربَّ طموح العزم إدماء جسرة *** يظل بها عزمي على البيدِ يجسر
طوت بذراعي وخدها شقَّة الفلا *** وكفّ الثريا في دجى الليل يشبر
ومد جناحي ظلـها آلِقُ الضحى *** فشدت كما شد النعام المنفّر
بصمّ الحصى ترمي الحداة كأنما *** تغارُ على محبوبها حين يُذكر
إذا ما حروف العيس خطَّت بقفرةٍ *** غدت موضع العنوانِ والعيس أسطر
فللـه حرفٌ لا ترام كأنها *** لوشك السرى حرف لدى البيد مضمر
تخطت بنا أرض الشآم إلى حمى *** به روضة ريا الجنان ومنبر
إلى حرمِ الأمن المنيع جواره *** إذا ظلت الأصوات بالروعِ تجأر
إلى من هو التبر الخلاصِ لناقدٍ *** غداة الثنا والصفوة المتخير
نبيٌّ أتم اللـه صورةَ فخرِهِ *** وآدم في فخاره يتصور
نظيم العلى والأفق ما مدَّ طرسهُ *** ولا الزهر إلا والكواكب تنثر
ولا لعصا الجوزاء في الشهبِ آية *** مجرّ النّجى من تحتها يتفجر
نبيٌّ لـه مجدٌ قديمٌ وسؤددٌ *** صميمٌ وأخبارٌ تجل وتخبر
تحزم جبريلٌ لخدمة وحيه *** وأقبل عيسى بالبشارة يجهر
فمن ذا يضاهيه وجبريل خادمٌ *** لمقدمه العالي وعيسى مبشرُ
تهاوى لمأتاه النجوم كأنها *** تشافه بالخدِّ الثرى وتعفّر
وينضب طام من بحيرة ساوة *** ولم لا وقد فاضت بكفيه أبحر
نبيٌّ لـه الحوضان هذا أصابعٌ *** تفيض وهذا في القيامةِ كوثر
وعن جاهه الناران هذي بفارسٍ *** تبوخ وهذي في غدٍ حين تحشر
إذا ما تشفعنا به كُفّ غيظها *** وقالت عبارات الصراط لنا اعبروا
تنقل نوراً بين أصلاب سادة *** فللـه منه في سما الفضل نير
به أيَّد الطهر الخليليّ فانتحت *** يداه على الأصنام تغزو وتكسر
ومن أجلـه جيء الذبيحان بالفدى *** وصين دمٌ بين الدماءِ مطهَّر
ورُدَّت جيوش الفيل عن دار قومه *** فللـه نصلٌ قبل ما سُلَّ ينصرُ
ولما أراد اللـه إظهار دينه *** بدا قمراً والشرك كالليل يكفر
فجلى الدجى واسْتوثق الدِّين واضحاً *** وقام بنصر اللـه داعٍ مظفر
بخوف السطا بالرعب ينصر والظبا *** وداني الحيا في اليسر والعسر يهمر
عزائم من لا يختشي يوم غزوِهِ *** ردًى وعطاً من ليسَ للفقرِ يحذر
علا من محاكاة الغمام لفضلـه *** وكيف يحاكيه الخديم المسخَّر
يظللـه وقت المسير وتارةً *** يشير إليه بالبنان فيمطر
ألم ترَ أنَّ القطر في الغيم فارسٌ *** إذا برزت آلاؤه يتقَطَّر
هو البحر فيَّاض المواردِ للورى *** ولكنه العذبُ الذي لا يكدّر
فمن لي بلفظٍ جوهريّ قصائدٍ *** تنظم حتَّى يمدح البحرَ جوهر
وهيهات أن تحصى بتقدير مادحٍ *** مناقبُ في الذكر الحكيم تقرّر
إذا شعراء الذكر قامت بمدحه *** فما قدرُ ما تنشي الأنام وتشعر
نبيٌّ زكا أصلاً وفرعاً وأقبلت *** إليه أصولٌ في الثرى تتجرَّر
وخاطبه وحشُ المهامهِ آنساً *** إليه وما عن ذلك الحسن منفر
لـه راحةٌ فيها على البأسِ والندى *** دلائلُ حتَّى في الجمادِ تؤثر
فبينا العصا فيها وريقُ قضيبها *** إذا هو مشحوذُ الغرارين أبتر
كذا فليكن في شكرِها وصفاتها *** يدٌ بينَ أوصاف النبيين تشكر
سخت ومحت شكوى قتادة فاغْتدت *** بها العينُ تجري إذ بها العين تجبر
لعمري لقد سارتْ صفات محمدٍ *** كذاك النجوم الزاهرات تسير
أرى معجز الرسل انْطوى بانْطوائِهم *** ومعجزهُ حتَّى القيامة ينشر
كبير فخار الذكر في الخلقِ كلما *** تلا قارئٌ أو قيلَ اللـه أكبرُ
هو المرتقي السبع الطباق إلى مدًى *** لجبريل عنهُ موقفٌ متأخِّر
هو الثابت العليا على كلّ مرسلٍ *** حيثُ لـه في حضرة القدس محضر
هو المصطفى والمقتفى لا مناره *** يحطّ ولا أنواره تتكوَّر
إليكَ رسولَ اللـهِ مدَّت مطالبي *** على أنَّها أضحت على الغور تقصر
خلقتَ شفيعاً للأنامِ مشفعاً *** فرجواك في الدَّارين أجدى وأجدر
ولي حالتا دنيا وأخرى أراهما *** يمرَّان بي في عيشةٍ تتمرَّر
حياةٌ ولكن بين ذلٍّ وغربةٍ *** فلا العزّ يستجلى ولا البين يفتر
وعزمٌ إلى الأخرى يهمّ نهوضه *** ولكنه بالذَّنبِ كالظَّهر مُوقَر
تصبرت في هذا وذاك كأنني *** من العجز والبؤس قتيلٌ مصبر
وها أنا ذا أبلغت عذريَ قاصداً *** وأيقنت أن النجح لا يتعذَّر
عليك صلاةُ اللـه في كلِّ منزلٍ *** تعبر عنه سرّ الجنان وتعبرُ
وآلك والصحب الذين عليهمُ *** تحلُّ حُبا مدحٍ ويعقد خنصر
بجاهك عند اللـه أقبلت لائِذاً *** فكثرت حاجاتي وجاهك أكثر
ونظّمت شعري فيك تزهى قصيدةٌ *** على كلِّ ذي بيتٍ من الشعر يعمر
معظّمة المعنى يكرَّر لفظها *** فيحلو نباتيّ الكلام المكرَّر
دنت من صفات الفضل منك وإنها *** لتفضل ما قالته طيُّ وبحترُ
وما ضرَّها إذ كانَ نشر نسيمها *** رخاء إذا ما لم يكنْ فيهِ صرصرُ
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:12 pm
علي بن محمد العلوي الكوفي
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ أشرقتْ *** وجوهُ قُريشٍ لا بوجهٍ من الفخرِ
وإنَّ بكمْ يا آلَ أحمدَ آمنتْ *** قريشٌ بأيامِ المَواقف والحشرِ
بأمرِكمُ يا آل أحمد أصبحتْ *** قريشٌ ولاةَ الأمرِ دون ذوي الذِكر
إذا ما أناخت في ظلالِ بيوتها *** أنختُّمْ ببيتِ الطُّهر في مُحكم الذِّكرِ
أناسٌ همُ عِدلُ القُرانِ، ومألفُ الـ *** ـبيانِ، وأصحابُ الحكومةِ في بدرِ
ومَازَهُمُ الجبارُ منهم بخَلةٍ *** يراها ذوو الأقدارِ ناهيةَ الفخرِ
أباحَ لكم أوساخَ كلِّ مُصدِّقٍ *** ونزَّه عنهُ أوجُهَ النَّفرِ الغُرِّ
فأعطاهمُ الخُمسَ الذي فُضِّلوا بهِ *** بآيةِ ذي القُربى على العُسرِ واليُسرِ
وقالَ: وأنذِر أقربيكَ، فخُلِّصت *** بنو هاشمٍ قُرباهُ دون بني فِهرِ
إذا قلتُمُ: مِنا الرسولُ؛ فقولُهمْ *** أبونا رسولُ اللـهِ فخرٌ على فخرِ
وآخاهُمُ مثلاً لمثلٍ، فأصبحتْ *** أخوَّتهُ كالشمسِ ضُمَّت إلى البدرِ
فآخى علياً دونكم، وأصارَهُ *** لكم علَماً بين الـهدايةِ والكُفرِ
وأنزَلَهُ منهُ على رغمةِ العدى *** كهارون من موسى على قِدَمِ الدَّهرِ
فمن كان في أصحابِ موسى وقومِهِ *** كهارونَ؟ لا زلتُم على زلَلِ الكُفرِ
وأنزَلـهُ منهُ النبيُّ كنفسِهِ *** روايةُ أبرارٍ تأدَّت إلى البِرّ
فَمَن نفسُهُ منكم كنفسِ مُحمَّدٍ *** ألا بأبي نفسُ المُطهَّرِ والطُّهرِ
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:15 pm
تسر النوى ما الحب أبداه معلنا *** وما القلب أخفاه سِما العين بيننا
ويكتم داء الحب صب خديعة *** ليلحق وصلا من هوى مظهر الضنى
وسيان معمود الفؤاد من الـهوى *** نأى الحب عنه بالتذلل أو دنا
تقبل كفّيها وترشف ثغرها *** وتلزم عطفيها وتكشف أعكنا
نبيت نشاكيها الـهوى تحت برقع *** إذا ما أمطناه عن الوجه لفّنا
ولم أنسَ بالمعلاة منا نوادبا *** وإصدارنا منها رواة ووردنا
نمرُّ على أسواقها وكأننا *** مثاكيل بلقايا فرارق رُزّنا
وبالعلمين الخضر جُزْنا ميامنا *** وبالباب أوقفنا الرجاء وامّنا
ولما نظرناها استطارت عقولنا *** لـها هيبة تبتزُّ أحشاء من رنا
مشينا إليها مشية دفقية *** لنا أعين صور لـها تلمح السّنا
ولما مسحنا الركن والحجر الذي *** به قد دعونا اللّه ذا المجد ربّنا
وطفنا سبوعا كل ركن تحية *** ونمسحه مسحا قرائن أو ثنا
ولما قضينا بالدعاء طوافنا *** نقعنا الصدى من زمزم قبل غسلنا
ولما سعينا بالصفا ومروة *** وبالعلمين الخضر جزنا بلا ونى
ولما هرقنا الماء فوق ثيابنا *** لباب الصفا عجنا نجدد سعينا
ورحنا مراح الرائحين إلى منى *** وبتنا إلى أن لاحت الشمس في منى
مررنا بوادي محسر ومحصّب *** إلى عرفات يسمع اللّه عجّنا
وقفنا بحمد اللّه و اللّه شاهد *** بوقفتنا نرجوه يقبل حجّنا
وقفنا إلى أن غابت الشمس من حرا *** نزلنا وسرنا نحو جمع بجمعنا
ولما نزلنا واجتمعنا بجمعنا *** لجمع الحصى السبعين عدًّا لرَمْينا
وبالمشعر الزاكي الحرام فكلنا *** نصلي صلاة الفجر لما تبيّنا
وجزنا بوادي محسر ومحصّب *** وجئنا منى كيما ننال بها المنى
رمينا بها رمي الجمار وبعده *** رجعنا فعمّرنا لعمري بذنبنا
ولما نحرنا في منى يوم نحرنا *** قصدنا إلى ليلى لنوجب حِلّنا
ومن حيث طفنا واستعينا إلى منى *** رجعنا بإقبال السعادة والغنى
وركب طوت سحل الربار مشيحة *** على سنشف مثل الحنايا أو القنا
براها السُّرى بَرْيَ اليراع فأقبلت *** تباري نعام الدّوّ معجا أو الشنا
وخاضت لأولى الليل ظبي إذا بدا *** لـها الصبح خاضت من سرى الليل أعينا
وأمدحها التهجير حتى رأيتها *** كانساعها صارت ظهورا وأبطنا
لـها الآل بحر وهي سفن وركبها *** عمائمها شرع على العدن أعدنا
وما أرزمت شوقا لورد وراءها *** ولا ذكرت مرعى رعته ومعطنا
حدتها حداة الركب سوقا لطيفها *** فراحت كأمثال الحنيات تحثنا
وبالصبح عوجوها لقبر محمد *** لكم ولـها لما أنختم به الـهنا
وخُصّوه منا بالسلام وبالثنا *** ويا فوز من أثنى على أحمد الثنا
عليه صلاة اللّه حيًّا وميّتا *** وتسليمه والحمد منا تأبنا
لبي ختام للنبيين كلـها *** وأولـها فضلا عتيقا مبينا
لبي اللّه قارن إسمه *** إذا ما دعا داعي الصلاة وأذْنا
وقد شهدت توراة موسى بفضلـه *** وانجيل عيسى فَضْلَه الجمَّ بيَّنا
وقد ورد القرآن نصًّا بمجده *** باسم الالـه اسمَه النصُّ أقْرنا
فلولاه لم تخلق جنان ولا لظى *** وما خلقت أخرى ولا هذه الدُّنا
بمولده قد أُخمدت نار فارس *** وإيوان كسرى انهدّ من بعد ما ابتنى
وحيّاه بالوادي البعير وظبية *** فقد كلمته والـهصور لـه عنى
وحيّته نوق لليماني هدية *** وحاجى أبو جهل عليها وأمهنا
وشُقَّ لـه البدر المنير بكمِّه *** فأشرق للبدرين بين الملا السَّنا
وبرهانه في حيّ آل حليمة *** فقد علمته القوم علما تيقّنا
جرى الرِّسْل منها وهي بالأمس غارز *** فما مصَّ ثديا قط إلا وأَلْبنا
وقد ظللته بالـهجير غمامة *** وللشمس في الريد الغاب بمهدنا
فسبحان من أسرى به بعد هجعة *** إلى المسجد الأقصى فاسعد وانثنى
فأصبح للاسلام فحلا مشقشقا *** وأصبح فحل الكفر ألغب أدخنا
وما مات حتى غودر الشِّرك رمددا *** وأضحى به الاسلام بالبشر أعلنا
عليه صلاة اللّه ما استر بارق *** وأرعد رعد في سحاب فأثخنا
وعمّت ضجيعيه الوليين بعده *** وعمّت جميع الآل والسّعد عمّنا
بحب رسول اللّه نرجوا شفاعة *** بيوم إذا ما موقف الحشر ضَمَّنا
إليك رسول اللّه مني تحية *** تقبل ثناها فهي إيوان حيّنا
فإنك بعد اللّه بالحب شاهد *** وإن نحن كنا عنك بالدار شطنا
إذا ما رأينا الزائرين جنابكم *** تقطع أكبادا وشوقك هزّنا
وأُهدي إليك المدح مني توسُّلا *** فكنت مسيئا قلّد الحمد محسنا
وكيف ثنائي فيك و اللّه بالثنا *** عليك فقد أثنى وذاك هو الثنا
ولو أن لقمانا ونوحا معمر *** وكلي لحمد فيك قد صرت أَلْسُنا
ولما رمت أحصي عُشْرَ عُشْرِ محامد *** ولا عُشْرَ عُشْر العُشْر فيك تلقنا
ولكن رجائي من يديك شفاعة *** فإن نلت ذاك الفضل إني أنا أنا
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:17 pm
الامام الشوكاني
نِظامٌ مِنَ الدُّرِّ الثَّمينِ فَرَائِدُهْ *** تَزينُ بِهِ جِيدَ الزمانِ قَلائِدُهْ
لِمَنْ ذِهْنُهُ سَيْفٌ إذا عَنَّ مُعْضِلٌ *** ونارٌ اشتِعالٍ إنْ أَنارَتْ مَشَاهِدُهْ
ومَنْ حَظُّهُ في كُلِّ عِلْمٍ مُوَفَّرٌ *** وأَشْياخُهُ بُرْهَانُهُ وشَواهِدُهْ
أعِزَّ المعَالي أَنْتَ للدَّهْرِ زينَةٌ *** وأَنْتَ عَلَى رَغْم الحَواسِدِ ماجِدُهْ
وإِنْ كُنْتَ مَحْسُوداً عَلَى ما حَوَيْتَهُ *** فمِثْلُكَ مَغْبُوطٌ كَثِيرٌ حواسِدُهْ
أَلَمْ تَكُ سَبّاقاً إلى كُلِّ غايَةٍ *** حَسُودُكَ قد كلّت لَدَيْها حَواشِدُهْ
فَشَمِّرْ على اسْمِ اللـهِ في نَشْرِ سُنَّةٍ *** لِخَيْرِ الوَرَى فَاصْبِرْ عَلَى ما تُكابدُهْ
فإنَّكَ في دَهْرٍ بِهِ قَدْ تَنَكَّرَتْ *** مِنَ الدِّين فاعْلَمْ يا بْنَ وُدِّي مَعَاهِدُهْ
إذا قُلْتَ قال اللـهُ قَالَ رَسُولُهُ *** يقولون هذا مَوْرِدٌ ضَلَّ وارِدُهْ
فإن قلت هذا قَدَّرَتْهُ مشايخُ *** يَقُولُونَ هذَا عالِمُ العَصْرِ واحِدُهْ
فَلاَ قَدَّسَ الرَّحْمَنُ عَصْراً تَرَى بِهِ *** جَهُولاً يعادِي الحقَّ ثُمَّ يُعانِدُهْ
ألا ناصِرٌ للدّينِ دِينِ مُحَمّدٍ *** ألا عاضِدٌ يا لَلرِّجالِ يعاضِدُهْ
ألا غاضِبٌ يَوْماً لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ *** فَمَنْ كانَ مَنْشُوداً فإنِّي ناشِدُهْ
أيا مَعْشَرَ الأعْلامِ هَلْ مِنْ حَمِيَّةٍ *** أَيُهْجَرُ مِنْ قَوْلِ الرَّسُولِ فَوائِدُهْ
ايُنْكَرُ مَعْرُوفٌ ويُعْرَفُ مُنْكَرٌ *** ويُقْبَلُ في الدّينِ المطَهَّرِ جاحِدُهْ
لِتَبْكِ عُيونُ العِلْمِ فَهْيَ جَديرَةٌ *** بِفَيْضِ دُموعٍ مُتْرَعاتٍ مَوارِدُهْ
لِتَبْكِ عُيونُ الأُمهاتِ فإنّها *** غَدَتْ في عُقُوقٍ من بَنِيها تُكابِدُهْ
ألا يا رَسولَ اللـهِ قَوْمٌ تلاعَبَتْ *** بِهَدْيكَ وَهْوَ العَذْبُ فِينا مَوارِدُهْ
ونَصْرُكَ مَوْجودٌ عَلَى كُلِّ حالَة *** لَقَدْ عَزَّ مَنْ خَيْرُ الخَلائِقِ عاضِدُهْ
رد: أشـــعـار في مــدح النبـي المخـــتار
الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:19 pm
الشبراوي
آل بيت النبيّ ما لي سواكم *** ملجأ أرتجيه للكرب في غد
لست أخشى ريب الزمان وأنتم *** عمدتي في الخطوب يا آل أحمد
من يضاهي فخاركم آل طه *** وعليكم سرادق العز ممتدّ
كل فضل لغيركم فإليكم *** يا بني الطهر بالأصالة يسند
لا عدمنا لكم موائد جود *** كل يوم لزائركم تجدّد
يا ملوكا لـهم لواء المعالي *** وعليهم تاج السعادة يعقد
أيّ بيت كبيتكم آل طه *** طهر اللـه ساكنيه ومجد
روضة المجد والمفاخر أنتم *** وعليكم طير المكارم غرّد
ولكم في الكتاب ذكر جميل *** يهتدي منه كل قارئ ويسعد
وعليكم أثنى الكتاب وهل بعــ *** ــد ثناء الكتاب مجد وسودد
ولكم في الفخار يا آل طه *** منزل شامخ رفيع مشيد
قد قصدناك يا ابن بنت رسول اللـه *** والخير من جنابك يقصد
يا حسينا ما مثل مجدك مجد *** لريف ولا كجدّك من جدّ
يا حسينا بحق جدّك عطفا *** لمحبّ بالخير منك تعوّد
كل وقت يودّ يلثم قبرا *** أنت فيه بمقلتيه ويشهد
سادتي أنجدوا محبا أتاكم *** مطلق الدمع في هواكم مقيد
وأغيثوا مقصرا ما لـه غيــ *** ــر حماكم إن أعضل الأمر واشتد
فعليكم قصرت حبي وحاشى *** بعد حبي لكم أقابل بالردّ
يا إلـهي ما لي سوى حب آل الــ *** ــبيت آل النبيّ طه الممجد
أنا عبد مقصر لست أرجو *** عملاً غير حبّ آل محمد
أشرف المرسلين أزكى البرايا *** من لـه الفضل والفخار المؤبد
صل يا رب كل وقت عليه *** دائماً في دوام ذاتك سرمد
وعلى الآل والصحابة مهما *** أنشأ المستهام مدحا وأنشد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى