كيف وصل الغرب وتاخرنا

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم انه موضوع قديم حديث ..شائك ومتشعب..ولكن بادىء ذي بدء..علينا استبعاد تماما موضوع الحرية الجنسية العارمة في الغرب..فب (البطحة ) لا تتقدم الشعوب..والكؤوس لا تحرر الاوطان ولا تفجر طاقات الابداع والاختراعات ابدا..كما يجب استبعاد موضوع البقية الباقية من الدين والتدين عندنا..فالدين ليس افيون الشعوب ابدا..بل ان الدين يحرر الانسان والاوطان 00اسألوا جبهة التحرير الجزائرية ابان الاستعمار الفرنسي.واسألوا مختلف المقاومات الشعبية التي ساهمت في تحرير البلدان العربية من الاستعمار الغربي الصليبي في مطلع القرن العشرين .واسألوا قبل ذلك الجيوش الاسلامية والعربية التي فتحت العالم حتى تخوم فرنسا واقاصي الصين والهند..وو.
وتبقى اسباب وصول الغرب كثيرة ..والاراء عديدة..ومنها انه بعد فتح الاندلس وانتشار الاسلام في اقاصي الارض..وكانت الحضارة العربية والاسلامية - وهما صنوان وسيان - تشع على الكون كله.فاخذ الغرب روح الحضارة العربية والاسلامية المزدهرة والتي كانت تتمثل بالبحث العلمي والمنهجي ..واستلموا اول الخيط وساروا باول خطوة بالطريق الصحيح..وتابع ثلة قليلة منهم منهج البحث والاكتشافات معتمدين على كل ما وصل اليه العرب في ذلك الحين ثم طوروه وتابعوا السير وزادوا عليه كل جديد ومفيد ...حتى وصلوا الى ما هم عليه الان ..لذلك كانت مفردات اللغة العربية تعد بالالاف في جميع اللغات الاوروبية . ولاتزال..لانها اللغة الام للعلوم والاكتشافات والحضارة الوليدة.
وقد ساعد على ذلك الحاجة الماسة على امتلاك اسباب النصر بالحربين العالميتن الاولى والثانية - والحاجة ام الاختراع..وكانت اهم الاكتشافات اثناء الحرب..بفضل العلماء المتفرغين للبحث العلمي فقط.
واما في البلاد العربية والاسلامية فسادت ظروف الفرقة والتقاتل على المصالح والكراسي حتى صار الاخ يغدر باخيه والقريب بقريبه.. فكانت حروب الطوائف والدويلات..ثم جاءت موجات الحروب الاستعمارية والصليبية المتتالية وعلى مدى قرون عديدة ..قديما وحديثا..كل ذلك جمد العقول المستنيرة وجعل اكثرها يهرب للخارج الى حيث ظروف من الحرية افضل وظروف من المعيشة احسن..والى الان فان اكثر الذين يوفدون للتحصيل العلمي بالخارج من الدول العربية والاسلامية..يبقون هناك او يستبقون هناك بشتى الوسائل..للمشاركة في النهضة العلمية والاكتشافات المتلاحقة الى الان..اي ان الذين قاموا بالاكتشافات العلمية المذهلة الحديثة هم ثلة قليلة من العلماء المخلصين لعلومهم مع العقول العريية والاسلامية المهاجرة او المرحلة..وهم بالالاف..وكل هذا قد يعطي ضوءا على الموضوع..ليس الا..وهذا ما اشار اليه كثير من الباحثين المنصفين ومنهم السيد/ ديورانت في كتابه - قصة الحضارة -..
وهذا الموضوع شائك وواسع، والدين والدولة خارج نطاق هذا البحث طبعا، ومع ذالك فاني معجب جدا لمقولة سيدنا عمر ابن الخطاب الخليفة الراشدي صاحب العهدة العمرية في بيت المقدس ، الذي قال :نحن قوم أعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الاسلام اذلنا الله00
والعرب على مر التاريخ كان ذكرهم ومجدهم وحضارتهم مع الاسلام العظيم .دين الرحمة والتسامح..واندونيسيا والباكستان وتركيا وغيرهما هم في مركز لا بأس به والاسلام لم يحل دون تقدمهما..
والاختلاف بالاراء هنا وهناك لا يفسد للود قضية، ومن عاش في اوروبا يعرف ان هذا التقدم الهائل صنعه اشخاص معدودون نذروا انفسهم للعلم والعمل والاخلاق .وباقي المجتمع كان بالعموم عالة عليهم, .. يرتعون في جحيم الماسونية والشذوذ والمخدرات والرذيلة، والايدز واخواته هم الثمرة المباشرة .وللحديث بقية ذات يوم
ولا يزال الموضوع يحتاج الى المزيد من الجهد والدراسة والمتابعة..وهذه محاولة متواضعة فقط 00
والله اعلم 00والحمد لله رب العالمين0