قد جائكم بصائر من ربكم 00

قد جائكم بصائر من ربكم 00
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل : قد جائكم بصائر من ربكم ، فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ ) الانعام 104
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد ابن عبد الله ومن تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد0
قال الله تعالى قل أغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء ، ولا تكسب كل نفس الا عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون، وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم ،ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم00 الانعام) 165
وقال ايضا بديع السموات والارض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ، ذالكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير) 0الانعام 103
وقال ايضا الحمد لله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ،وهو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا ،واجل مسمى عنده ،ثم انتم تمترون ، وهو الله في السموات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )0الانعام 30
وقال أيضا قل لمن ما في السموات والارض قل لله 00)الانعام 12
وقال أيضا وكذالك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين، فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين 00000فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال : يا قوم اني بريء مما تشركون ،اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين0) انعام 79

أقول :كما يدو لنا جليا من الايات الكريمة السابقة ، فان في الوجود رب ومربوب،والله تعالى هو رب كل شيء ،والله تعالى بديع السموات والارض ، والله تعالى خالق كل شيء ، والله تعالى خلق الظلمات والنور ، والله تعالى له ما في السموات وما في الارض ، والله تعالى له ملكوت السموات والارض والملكوت يشمل الشمس والقمر والمجرات والكواكب 00وكل ذالك حقائق ثابتة وآيات محكمة بنص القرءان الكريم
والله تعالى جعل الناس خلائف في الارض ، أي يخلف بعضهم بعضا ، ليعمروها وليقيموا فيها شريعة الله تعالى 0وليحكموا بما انزل الله 0
ذالك يعني بالضرورة وبالبداهة انه كذب كل من يدعي (ان الله تعالى هو هذه السموات والارض، أو انه هو هذه الاشياء التي نراها ونلمسها ،أو هو ملكوت السموات والارض، أو انها منبثقة منه وعنه بأي صورة من الصور ، او ان هذ ا الملكوت هو نور فائض من الجبروت اي من العظمة الالهية ، من العدم في القدم )، وكذب الذين يدعون( ان روح الانسان هي وجود فر عي ( قبضة نورانية جبروتية قديمة وحادثة ) منبثق من وجود جبروتي قديم وهي تحن الى اصلها القديم ، وان كل ذالك هو الجبروت ،و ان هذا المعنى هو المشار اليه في قوله تعالى( وان الى ربك المنتهى) وقوله تعالى (يا ايتها النفس المطئنة ارجعي الى ربك راضية مطمئنة ) اي ترجع الروح الى اصلها وهو الله تعالى الذي هو روح أو هو خمرة ازليه - حسب هذه النظرية المتهافته والتي هي أوهى من خيط العنكبوت00--لكن ما سبق قوله هو سر الربوبية وسر مصون يجب عدم البوح به لأحد ويجب تناقل هذه المعارف اللدنية برموز واشارات بين معتنقي هذه الافكار ، والذي يبيحها او يفشيها مثل حلاج المحبة فسوف يقطع بالسنان 0)0
وكذب الذين يدعون(أن الانسان هو خليفة الله في الارض بمعنى أنه نظير او شبيه او انموذج لله تعالى ويتصرف بالاكوان من العرش الى الفرش حيث يطغى ويتغلب اللاهوت فيه على الناسوت ويصبح مثيل لله تعالى ويقول أنا الله 00)والعياذ بالله 00
أقول : ان كل ماسبق ذكره من أفكار واجتهادات هو وهم وضلال وثرثرة وأوهام ، وعلى الصوفية الأكارم تشغيل عقولهم وتحكيم شرع الله تعالى في كل ما ينسب للمشايخ أو للاقطاب او للاولياء - رضي الله عنهم - من الهامات وكشوفات ، على الكتاب الكريم والسنة الطاهرة ،والاحتفاظ فقط بالموافق لهما ..وهكذا أوصى جميع شيوخ التصوف الكرام ، والمسؤولية تقع الان على أتباعهم ومريديهم في هذا العصر لمراجعة العقائد والتقيد بشرع الله تعالى والاعراض عن المنحول والمكذوب والشطحات المخالفة والاجتهادات الخاطئة ..
وزعم بعض صغار العلماء في هذا العصر ( ان الامام على بن أبي طالب رضي الله عنه أوعز الى اصحابه بعدم الاعتماد على كتاب الله تعالى في مجادلة واقناع خصومه ،لان الآيات حمالة للمعاني، وانه نصحهم بالاعتماد على الاحاديث فقط ..وهو يعني الاحاديث والاقوال المنسوبة لآل البيت التي تفيد ان للقرءان ظاهر وباطن، وان العلوم الباطنية يجب عدم البوح بها الا لأهلها ،لأن فيها غوامض التوحيد ومطلمساته واسرار الربوبية.).وبذالك يتملص هذا العالم الصغير- المغرور والملبس عليه - من كتاب الله تعالى ويهرب الى الاحاديث الموضوعة او الضعيفة في امورالعقيدة، كي يرضي نزواته وتوهماته وتخريفاته الخاصة به , والعياذ بالله تعالى 00
ألا فليعلم الجميع أن ديننا الاسلامي العظيم أوالتصوف الاسلامي الكريم ليس فيه اسرار ولا غوامض ولامطلمسات ،وعقيدة التوحيد الاسلامية واضحة وسهلة وبسيطة وفطرية تلخصها سورة الاخلاص..وبضع ايات كريمة مثل ليس كمثله شيء00 ولا تدركه الابصار00 فلا تضربوا لله الامثال 00وهو شديد المحال0)
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح كان الله وليس معه شيء وهو الان على ما عليه كان ) أو فيما قال صلى الله عليه وسلم0أي ان صفات الله تعالى واسماؤه الحسنى لم تتغير ولم تتبدل 00وتلك هي عقيدة جميع شيوخ التصوف الكبار رضي الله عنهم
والله أعلم00
والحمد لله رب العالمين